موقف القرآن من التوراة و الإنجيل 4
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (93) فَمَنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (94) قُلْ صَدَقَ اللَّهُ ۗ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95)
سورة آل عمران
تأملات في الآيات
كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
يبين الله في هذه الآية أن كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل , إلا ماحرم إسرائيل على نفسه
هنا نقاش دائر بين النبي محمد و اليهود حول حرمة بعض الأطعمة , وقد طلب النبي من اليهود أن يأتوا بالتوراة فيتلوها , ففي التوراة الحسم حول هذا الموضوع
لا يمكن أن تكون التوراة كتابا محرفا في زمن النبي , لأن الله طلب من اليهود أن يأتوا بها و يتلوها , ولو كانت محرفة لقال لهم : كتابكم محرف محرف ولا نقبل به حكما في هذا الموضوع
لم تكن التوراة في زمن النبي كتابا منسوخا , ولو كانت كذلك لقال الله : لقد أرسلت لكم كتابا (القرآن) , وهذا القرآن يغنيكم عن التوراة و فيه حكم الله النهائي ولا حاجة بكم لمراجعة التوراة
لا يمكن القبول بأن التوراة حرفوا بعض التوراة وتركوا بعضها , ومن يزعم أنهم قد فعلوا ذلك فعليه أن يثبت هذا التحريف من خلال كتاب الله , وليس من خلال آراء و اجتهادات خاصة به
لم ينبه الله على قضية التحريف المزعوم للتوراة و الإنجيل في أي مكان في القرآن , ومن يقول بهذا القول فعلي أن يأتي بأدلة من القرىن حصرا , وليس من كتب تاريخية و ثقافية