هل الجنة هي مكان مخصص للمسلمين فقط 1

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿113﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿114﴾ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿115﴾
سورة آل عمران

تأملات في الآيات

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ
يقول الله هنا : أن هناك فرق كبير بين طائفتين من أهل الكتاب , وهم ليسوا سواء.

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
بعض أهل الكتاب , و يجب التنبه على أن الكلام هنا هو عن أهل الكتاب , وليس عن المؤمنين برسالة الإسلام , فبعضهم قائمون مصلون ساجدون لله .

يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ

و تصف هذه الآية بعض أعمالهم , فهم يؤمنون بالله و اليوم الآخر , ولم تذكر الآية إيمانهم بالنبي محمد , و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات , وهؤلاء قطعا من الصالحين.

وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ

و يذكر الله هؤلاء , أن كل خير يفعلوه فسيجزيهم به الله خير الجزاء.

سورة آل عمران هي سورة مدنية , وهي تحكي العلاقة مع أهل الكتاب في المدينة المنورة زمن النبي.

أظهرت الآيات عدة أشياء , ومنها:

دخول الجنة هو عمل مرتبط بعمل الخير , و لا يوجد أي ارتباط , بين دخول الجنة أو اتباع دين معين.

الإسلام يحترم الأديان الأخرى وكتبها و عقائدها , ولا يتدخل بتفاصيلها .

الكلام عن نسخ الإسلام للأديان السابقة , ووجوب دخول الجميع في دين الإسلام هو كلام عار عن الصحة و تناقضه هذه الآيات .

القتال في القرآن 7

لماذا يقاتل المؤمن ؟

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3) قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ ۚ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6) عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7) لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

سورة الممتحنة

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ

تظهر الآية الجانب البشري لدى المؤمنين في زمن النبي محمد عليه الصلاة و السلام , و أنهم لم يستطيعوا قطع علاقاتهم الاجتماعية و العائلية مع غيرهم

مازال المؤمنون يلقون بحبال المودة لأعدائهم و أعداء الله , رغم التحذيرات الكثيرة لهم بوجوب قطع جميع العلاقات مع الأعداء

أعداء الله قاموا بأفعال شريرة بحق المؤمنين, فقد قاموا بإخراج الرسول و المؤمنين من المدينة و طردهم منها لأنهم فقط مؤمنون بالله ورسوله ,

تظهر الآية كون المؤمنين هم ضحايا للعنف الديني في زمن نزول هذه الآيات

.

تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ ۚ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ

مع كل ما فعله أعداء المؤمنين بالمؤمنين , يلقي المؤمنون إليهم بحبال المودة , وهنا تأكيد ثاني و شرح لطبيعة المؤمنين في زمن نزول هذه الآيات

يحذر الله المؤمنين من مغبة إلقاء المودة و الحب لمن يريد الشر بهم , فالكثير من الناس يظنون أن مقابلة الشر بالخير من قبل الآخرين هو ضعف و هوان

على المؤمنين أن يكونوا حذرين جدا في التعامل مع من يريد الشر بهم

.

إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ

عندما يلتقي المؤمنون و أعداءهم في شوارع المدينة , فإن الأعداء لا يتورعون نهائيا عن توجيه الأذى النفسي و الجسدي للمؤمنين

السبب الرئيسي لهذا العداء هو محاولة الأعداء إجبار المؤمنين على دين معين , و إجبارهم على  ترك الدين الجديد الذي يعتنقونه

مظاهر العنف و الإكراه الديني واضحة في هذه الآيات , و أن المؤمنين هم ضحايا لهذا العنف

.

لَن تَنفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ ۚ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ

هناك علاقات قرابة و رحم بين المؤمنين و أعداءهم , و المؤمنون مصرون على عدم قطع هذه الأرحام

هذه إشارة أخرى لطبيعة المؤمنين البشرية , و أنه مع كل التحذيرات لهم بوجوب قطع علاقات المودة مع من يريد الشر بهم , إلا أن الطبيعة البشرية تنتصر على كل التحذيرات الدينية و الأوامر الإلهية , و يتابع المؤمنون تواصلهم الاجتماعي مع أقربائهم

.

عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

هذه الآية اعتراف بأن الطبيعة البشرية للمؤمنين ستنتصر على كل التوجيهات الدينية , فيخبر الله المؤمنين أنه من الممكن أن تتحول حالة العداء بينهم و بين أقاربهم إلى حالة ود و حب , و ينتهي الشر الكامن في قلوبهم ضد المؤمنين

.

لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ

للمرة الثانية يخبر الله المؤمنين أنه لا توجد أي مشكلة في إقامة علاقات حب و مودة مع غير المؤمنين من الأقارب و الأرحام , بشرط أن لا يكونوا ممن يضمرون الحقد و العداء و يريدون الشر بالمؤمنين

من الأفضل للمؤمنين أن يصلوا أرحامهم و يبروهم و يقسطوا إليهم , مع كونهم غير مؤمنين , لكن يجب الحذر مع من يريد الشر بالمؤمنين و جماعتهم

وصف الله من يحسن لأقاربه الغير مؤمنين و يحبهم و يودهم بأنه من  المقسطين الذين يحبهم الله

.

إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

النهي عن الحب و الود لغير المؤمنين محصور فقط بمن يريد بهم الشر , و بمن يقاتل المؤمنين لإجبارهم على اعتناق دين معين

هذه إشارة أخرى لكون المؤمنين ضحايا للعنف الديني زمن نزول هذه الآيات

نتائج

لا بد من التذكير أن سورة الممتحنة نزلت عام 6 للهجرة , بعد غزوة الخندق , وقد كان النبي وقتها منتصرا و يملك جيشا و قوة و قرار , ومع ذلك فقد كان أتباع النبي من المؤمنين ضحايا للعنف الديني

تشير الآيات السابقة لكون النبي كان يقود دولة منفتحة ذات أديان متعددة , و يحترم في هذه الدولة كل الأديان , وهذه الدولة ذات تسامح عريض جدا في المجال الديني

مع كل هذا التسامح في دولة النبي , فقد كان المؤمنون زمن نزول هذه الآيات هم ضحايا للعنف الديني , و أقاربهم يجبرونهم على اعتناق دين معين

القتال في هذه الآيات هو حالة دفاعية , للدفاع عن قيم الحرية الدينية , و لمحاربة العنف الديني الواقع على المؤمنين

القتال في القرآن 6

لماذا يقاتل المؤمن ؟

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)

سورة الأحزاب

يحتوي القرآن على منهج رشيد لتوجيه الحياة البشرية نحو الأفضل , ونحن هنا نحاول كشف هذا الجانب الإنساني العظيم في القرآن لنستفيد منه في توجيه حياتنا

.

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا

هناك حملة شديدة على المجتمع المسلم تستهدف كل ماهو مقدس , و تتعمد الأذى النفسي و الجسدي لكل ما هو مؤمن.

يعد الله هؤلاء الذين يتعمدون أذى الله و رسوله بالعذاب الشديد

.

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا

يتعرض المؤمنون و المؤمنات إلى أذى شديد , ونفسي و جسدي ظلما و عدوانا من قبل غيرهم

يخبر الله هؤلاء المعتدين , أن هذا الأذى الواقع على المؤمنين لن يمر بدون عقاب إلهي

.

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا

نتيجة هذا الأذى الممنهج الواقع على المؤمنين و مجتمعهم و دينهم و ثقافتهم , وحفظا للمؤمنات و تخفيفا للأذى الواقع عليهم , أمر الله المؤمنات بلبس الحجاب , لعل ذلك يخفف من حدة الأذى الواقع عليهن

اضظرت المؤمنات للبس الحجاب في هذا الجو الحار , و التعرض للأذى النفسي و الجسدي , محاولة منهن للدفاع عن أنفسهن

.

لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا

سيبين الله لنا هنا مصدر الأذى الواقع على المجتمع المؤمن , وهم جماعة المنافقين و المرجفين

يهدد الله هؤلاء المنافقين , أنهم إن لم ينتهوا عن الأذى و إن لم يتوقفوا عن ذلك , فسيضطر المؤمنون لقتالهم

إن لم يتوقف هؤلاء عن الأذى فسيقاتلهم النبي و المؤمنون و يطردونهم من المدينة

الآيات توضح بشكل واضح لا لبس فيه , أن المؤمنين كانوا ضحايا للعنف الديني من قبل غيرهم , و أن القتال أو التهديد بالقتال ماهو إلا محاولة منهم لوقف الاعتداء على الجماعة المؤمنة

مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا

هؤلاء المنافقون أناس سيئون , و يجب إيقافهم عن غيهم و ظلمهم , إن لم يكن بالحسنى فبالقوة

نتائج

يريد المؤمنون العيش بسلام مع الآخرين , و إن رفض الآخرون ترك المؤمنين يعيشون بسلام , فعلى المؤمنين التلويح باستخدام القتال أو مقاتلة هؤلاء المعتدين فعليا

القتال ليس هدفا للمؤمنين و لا يريدونه , لكنهم إن تعرضوا للخطر فعليهم حمل السلاح دفاعا عن أنفسه

الحرية الدينية هي هدف أصيل في القرآن للجميع , و على الجميع تقبل ذلك و احترامه , ومن كان غير قادر على تفهم موضوع الحرية الدينية بالحسنى , فيجب إقناعه بوسائل أخرى منها القتال أو التلويح بالقتال.

القتال في القرآن 5

لماذا يقاتل المؤمن ؟

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴿87﴾ فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا ﴿88﴾ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴿89﴾ إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ﴿90﴾ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا

سورة النساء

نحاول هنا فهم كلام الله و الظروف التي نزلت فيها هذه الآيات , ومن معرفة سياق الآيات نستطيع فهم مراد الله و غاياته من هذه الآيات , و بالتالي نستطيع اسقاطها على حياتنا بشكل أفضل

.

فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ۖ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا

تشير الآيات لوجود خلاف و إشكال مع المنافقين , وهؤلاء المنافقين هم فئتين , لم يوضح الله لنا ماهيتهما

مع وجود إشكال مع المنافقين , فإن المؤمنين يرغبون بتجنب خوض قتال معهم و يريدون هدايتهم و الخير لهم

.

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا

وصف الله هؤلاء المنافقين بأنهم كفار , و نصح المؤمنين أن لا يتخذوهم أولياء حتى يهاجروا , و قد كانت الهجرة إلى المدينة علامة على انتقال هؤلاء من صفوف الأعداء إلى صفوف المؤمنين

يريد المنافقون أن يضل المؤمنون و يعودوا لأديانهم , و يحاولون ذلك , وهذه الفتنة الحاصة بين المؤمنين و المنافقين سببها الرئيسي هي رغبة المنافقين بإجبار المؤمنين على ترك دينهم الجديد

إن رفض المنافقون ترك صفوف الأعداء و رفضوا الانتقال لصفوف المؤمنين , فعلى المؤمنين قتالهم

.

إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا

بعض المنافقون يريدون اجتناب القتال , ولا يريدون قتال أهلهم و لا يريدون قتال النبي و المؤمنين معه , فإن أثبتوا حسن نيتهم بتجنب القتال و الفتنة الحاصلة , فعلى المؤمنين تركهم و شأنهم

يحذر الله المؤمنين من عاقبة عدم ترك المنافقين الحياديين و شأنهم ,  و يخبرهم أن الله قادر على دفع هؤلاء المنافقين لقتال المؤمنين و ترجيح كفة المنافقين على المؤمنين

كل من اعتزل الفتنة و القتال الحاصل بين المؤمنين و المنافقين فهو بأمان و سلام ,بغض النظر عن  دينه و عقيدته

تظهر الآية بوضوح أن سبب القتال هو التعدي من قبل المنافقين على المؤمنين , وكل من اعتزل معسكر الأعداء و اعتزل الاعتداء على المؤمنين فهو بسلام , ولا يحق لأحد التدخل في اعتقادات الناس و أديانهم

.

سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا

بعض هؤلاء المنافقين يريدون أيضا اعتزال الفتنة و القتال الحاصل بين المؤمنين و المنافقين , لكنهم يعودون و يغوصون في الفتنة و يشاركون قومهم بقتال المؤمنين , فهؤلاء إن لم يكونوا جادين باعتزال القتال و الفتنة فعلى المؤمنين اتخاذ إجراء صارم بحقهم

نتائج

لم يرد في كل الآيات السابقة أي إشارة , أن على المؤمنين إجبار الناس على دين و عقيدة معينة , و أن عليهم قتال الناس حتى يفرضوا دينا معينا عليهم

كل الإشارات في الآيات السابقة تشير لوجود فتنة بين المؤمنين و المنافقين , و القرآن يريد إنهاء هذه الفتنة بشتى الوسائل , و كل شخص حر بدينه و عقيدته و تفكيره

المطلوب كل المطلوب , هو كف الأذى و الاعتداء و ترك الناس و شأنهم

القتال في هذه الايات هو قتال لوقف الأذى و التعدي الواقع على المؤمنين

كل شخص يبتعد عن هذه الفتنة و القتال فهو بأمان بغض النظر عن دينه و اعتقاده

القتال في القرآن 4

القتال في القرآن 4

لماذا يقاتل المؤمن ؟

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿216﴾ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ۚ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

سورة البقرة

نحاول في هذا الاستعراض محاولة فهم الآيات و الظروف  التي رافقت نزولها , وماهي الأجواء التي كانت سائدة وقت نزول الآيات

.

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ

لا يرغب المؤمنون بقتال الكفار , و الله يخبرهم أن عليهم أن يقاتلوا , على الرغم من أنهم يكرهون القتال

قد يكون في القتال خيرا لهم مع كرههم له

من الواضح أن المؤمنين لا يرغبون بالقتال , لاعتقادهم أن القتال هو شر كبير و خطر عظيم  على الدين و المجتمع , و أن في القتال تقطيع لأواصر القربى و الرحم , وهم يرون أن تقطيع الأرحام شيء سيء جدا , ونحن نعلم وجود قرابات كثيرة بين المؤمنين و غير المؤمنين

.

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ ۖ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

يسأل المؤمنون أو غير المؤمنين النبي عن القتال في الأشهر الحرام , و الله يخبر عن مساوئ القتال في الشهر الحرام فيقول

قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ۖ

القتال في الأشهر الحرم هو جرم عظيم و انتهاك لحرمات هذه الأشهر

.

وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

والقتال في الشهر الحرام فيه صد عن سبيل الله

.

وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

وفي القتال في الشهر الحرام كفر بالله و بحرمة المسجد الحرام و مكانته

.

 وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ

و يخبر الله أن إخراج الكفار للمؤمنين من بيوتهم و طردهم منها هو أعظم جرما من القتال في الشهر الحرام

 وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ۗ

و الفتنة التي اختلقها الكفار و التي سببت القتال في مكة وماحولها بين المؤمنين و الكفار هي أعظم جرما من كل ما ذكر سابقا

الفتنة بين الناس أعظم من القتال و القتل , و الفتنة بين الناس لا تشمل الفتنة بين المؤمنين أنفسهم , بل الفتنة بين جميع الناس على شتى أديانهم , هي أعظم جرما عند الله من الكفر بالله و انتهاك كل الحرمات

.

 وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا

توضح الآية بكلام واضح , أن الكفار لن يتوقفوا عن قتال المؤمنين حتى يترك المؤمنون دينهم الجديد و يعودوا لأديانهم التي خرجوا منها

الإكراه الديني و إجبار الناس على اعتناق دين ما معين ليس من عمل المؤمنين و لا من ثقافتهم ولا من دينهم , بل هم ممن يناضل في سبيل حرية الاعتقاد , و الآخرون يريدون فرض دينهم و اعتقاداتهم على المؤمنين

المؤمنون في زمن النبي هم ضحايا العنف الديني و ليسوا صانعوه

.

وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ

قد يقع المؤمنون ضحية الضغط الواقع عليهم , و يتركون الدين الجديد

يخبر الله هؤلاء أن من يخضع للتهديد و يقبل أن يكون ضحية للعنف الديني , فعليه أن لا ينتظر جزاء حسنا يوم القيامة

ستحبط جميع الأعمال الصالحة التي فعلها هؤلاء المرتدون عن دينهم , ضحايا العنف الديني , و سيكونون قطعا من سكان النار

بعض المؤمنون يتركون الدين الجديد و يعودون لأديانهم القديمة تحت الضغط الواقع عليهم , لكن في قلوبهم ما زال الإيمان عميقا فيها , و لذلك ترك الله الباب مفتوحا لهؤلاء لإعلان عودتهم عندما تحين لهم الظروف و يزول الضغط عنهم فقال: وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ , والباب مفتوح دوما لإعلان العودة لغاية الموت

لم يوجب الله أي عقوبة على ضحايا العنف الديني ,  وعقوبتهم الوحيدة هي النار

.

نتائج

المؤمنون في زمن النبي كانوا ضحايا للعنف الديني من قبل غيرهم

فرض القتال على المؤمنين وهم كارهون للقتال و لا يريدونه , لكن الظروف العامة أجبرتهم على القتال

القتال شيء سيء و خطر جليل على المجتمعات و الله أخبرنا هذا بكل وضوح فقال جل جلاله

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
القتال شيء مكروه و الله يعلم هذا , لكن لله حكمة عظمى في وجود القتال في هذه اللحظات لإيقاف طغيان الآخرين على المؤمنين و وقف المذبحة التي ترتكب بحقهم

القتال في الشهر الحرام : ِ كَبِيرٌ ۖ

وفيه َصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ

وهو كفر بالله

وكفر بحرمة و عظمة َالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ

وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا

لن يتوقف الكفار عن قتال المؤمنين حتى يعيدوهم لأديانهم السابقة بالقوة , ولذلك فعلى المؤمنين الدفاع عن أنفسهم

القتال في هذه الآيات هو قتال دفاعي , وقد فرضته الظروف على المؤمنين , فعليهم إما أن يكونوا ضحايا للعنف الديني , وإما أن يدافعوا عن أنفسهم و حضورهم

اضطر المؤمنون للقتال دفاعا عن أنفسهم , ولولا تعرضهم للقمع الديني لما قاتلوا في كل حياتهم , ولو تركوا لوحدهم يمارسون دينهم و شعائرهم , لما رفعوا سلاحا في وجه أحد

القتال في القرآن 3

متى يجب على المؤمن القتال ؟ و ماهي أسباب القتال؟

كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَّقِينَ (7) كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ يُرۡضُونَكُم بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَتَأۡبَىٰ قُلُوبُهُمۡ وَأَكۡثَرُهُمۡ فَٰسِقُونَ (8) ٱشۡتَرَوۡاْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ (9) لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ (10) فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ وَنُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لِقَوۡمٖ يَعۡلَمُونَ (11) وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ (12) أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ (13) قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ (14) وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (15)

سورة التوبة

.

تأملات في الآيات

نحاول في هذه التأملات فهم سياق الآيات و أسباب القتال الحاصل بين المؤمنين و غيرهم , وهذ أسباب القتال هي أسباب دينية ؟ أي نقاتلهم لأنهم كفار
أم أن أسباب القتال هي أسباب دفاعية و هي بسبب تعدي الكفار على المؤمنين ,  ولذلك وجب على المؤمنين الدفاع عن أنفسهم؟

.

كَيۡفَ يَكُونُ لِلۡمُشۡرِكِينَ عَهۡدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَٰهَدتُّمۡ عِندَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۖ فَمَا ٱسۡتَقَٰمُواْ لَكُمۡ فَٱسۡتَقِيمُواْ لَهُمۡۚ

يخبر الله و نبيه أن من عادة المشركين نقض العهود , وهناك قسم منهم قد عاهد النبي عند المسجد الحرام

حتى هؤلاء الذين عاهدهم النبي عند المسجد مشكوك في تمسكهم بالعهود المبرمة , و لذلك يأمر الله نبيه أن يتمسك بالعهد طالما أنهم متمسكون به

.

كَيۡفَ وَإِن يَظۡهَرُواْ عَلَيۡكُمۡ لَا يَرۡقُبُواْ فِيكُمۡ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ

يخبر الله نبيه أن هؤلاء المشركين لا عهد لهم ولا ذمة , و قد نقضوا عهودهم أكثر من مرة

وفي أكثر من مرة عندما كانت تحين لهم الفرصة فإنهم كانوا بلا عهد ولا ذمة و لا شرف يوقفهم عند عهودهم

.

لَا يَرۡقُبُونَ فِي مُؤۡمِنٍ إِلّٗا وَلَا ذِمَّةٗۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُعۡتَدُونَ

يؤكد الله هنا للمرة الثانية دناءة نفوس المشركين و خبثهم , و أنهم عندما ينقضون عهودهم , فلا يراعون أي مواثيق شرف أو احترام

يوضح الله بكلمات واضحة , أن هؤلاء المشركين هم الذين يعتدون على المؤمنين – و أولئك هم المعتدون

.

وَإِن نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَآ أَيۡمَٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ

يأمر الله المؤمنين بقتال أئمة الكفر , و ليس عامة المشركين أو الكفار

يخبر الله المؤمنين أن عليهم الرد بقوة , في حال قام هؤلاء المشركين بالطعن بالدين و نقض المواثيق و العهود المبرمة .

يخبر الله المؤمنين أن عليهم الرد بقوة لعل هؤلاء المشركين ينتهون عن عدوانهم و طغيانهم و نقض عهودهم

.

أَلَا تُقَٰتِلُونَ قَوۡمٗا نَّكَثُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ وَهَمُّواْ بِإِخۡرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٍۚ أَتَخۡشَوۡنَهُمۡۚ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخۡشَوۡهُ

من الواضح أن المؤمنين لا يريدون قتال هؤلاء المشركين , مع تعدي المشركين عليهم و نقضهم لعهودهم و مواثيقهم ( ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم

يعدد الله هنا الأفعال الشنيعة التي فعلها هؤلاء المشركون , وهي

نكثوا أيمانهم

هموا بإخراج الرسول من المدينة التي يعيش فيها

وهم بدؤوا المؤمنين بالعدوان و الظلم

.

قَٰتِلُوهُمۡ يُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ بِأَيۡدِيكُمۡ وَيُخۡزِهِمۡ وَيَنصُرۡكُمۡ عَلَيۡهِمۡ وَيَشۡفِ صُدُورَ قَوۡمٖ مُّؤۡمِنِينَ

يحرض الله المؤمنين و يشجعهم على قتال هؤلاء المعتدين

ومن طيبة قلوب المؤمنين فإنهم مع كل الظلم الواقع عليهم من قبل المشركين , فلا توجد لديهم أي رغبة لقتال هؤلاء

لقد ظلم هؤلاء المشركون المؤمنين ظلما كبيرا , أوقع في قلوبهم ألما كبيرا , و الله يأمر المؤمنين أن يقاتلوا هؤلاء المعتدين , لعل ألم هؤلاء المظلومين يخف قليلا

.

وَيُذۡهِبۡ غَيۡظَ قُلُوبِهِمۡۗ

يكرر الله هنا و يوضح الظلم العظيم الواقع على المؤمنين , و يأمرهم بالقتال لعل هؤلاء المعتدين يتوقفون عن تعديهم

.

من مجمل الآيات السابقة نستطيع تلمس أسباب الأمر بالقتال

نقض المواثيق و العهود

لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا يتركون فرصة لطعن المؤمنين في ظهورهم إلا و يغتنموها

أولئك هم المعتدون , أي الذين يعتدون على المؤمنين

نكثوا و ينكثون أيمانهم و عقودهم في كل مرة

هموا بإخراج الرسول و الاعتداء عليه

ظلموا وتعدوا كثيرا , و الله أمر بقتالهم لعلهم يتوقفون عن عدوانهم و ظلمهم ( لعلهم ينتهون) ( و يشف صدور قوم مؤمنين) ( و يذهب غيظ قلوب المؤمنين المظلومين و المعتدى عليهم )

هم بدؤوا بالعدوان و الظلم ( وهم بدؤوكم أول مرة )

.

هل للإيمان و الكفر بالله علاقة بالقتال ؟ أو هو السبب الرئيسي للقتال ؟

لم يرد في الآيات السابقة أي إشارة لكون الكفر بالله هو سبب للقتال

السبب الرئيسي للقتال هو التعدي و الظلم من قبل المشركين على المؤمنين

وردت في الآيات إشارة تفهم بشكل خاطئ ,  وسنقوم بتوضيحها

فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَإِخۡوَٰنُكُمۡ فِي ٱلدِّينِۗ

وردت هذه الآية ضمن سياق الآيات السابقة , و إقامة الصلاة و إيتاء الزكاة هي مجرد علامة على كون هؤلاء المشركين مسالمين و لن يعودوا للعدوان

ثانيا: في خضم القتال و الحرب , لا يمكن اختبار كل شخص , من حيث إقام الصلاة و إيتاء الزكاة , فهذه الشعائر تحتاج إلى وقت و زمان , ولا يمكن فحصها ساعة الحرب

لم يرد في الآية السابقة أي إشارة لدخول هؤلاء في الإسلام , بل ورد لفظ التوبة

لفظ و فعل التوبة يطلب من المؤمنين المذنبين ولا يطلب من غير المؤمنين

غير المؤمنين يطلب منهم الإيمان و الدخول في الإسلام , فإن أسلموا و دخلوا في الدين , ووقعوا في الذنوب و المعاصي , يطلب منهم التوبة منها

في الآية إشارة واضحة لكون هؤلاء المشركين هم أناس مؤمنين , لكنه لديهم انحرافات دينية أدخلتهم في فئة المشركين , و هذه الطريقة من التفكير نجدها عند فئات كثيرة في وقتنا الحالي

حيث نجد بعض السلفية يصفون الصوفية بأنهم مشركين لأنهم يتقربون إلى الله بالصالحين و يزورون قبور الأولياء و غيرها , مع كون هؤلاء الصوفية مؤمنين مسلمين

وهذه الإشارة هنا في هذه الآيات لفئة المشركين , تشابه لحد كبير ما ذكرناه من مثال بين الصوفية و السلفية الحالية

.

 ٱشۡتَرَوۡاْ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنٗا قَلِيلٗا فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِۦٓۚ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ

هذه الآية تشير بشكل واضح لكون هؤلاء مؤمنين بالله و رسوله و يؤمنون بكتابه و آياته , لكنهم يشترون بآيات الله ثمنا قليلا

من المعلوم أن كفار قريش لا يؤمنون بالكتاب من أساسه ,  ولا يعترفون به ولا بمشروعيته , و الآيات تتحدث عن أناس يتاجرون بآيات الله , ومن يتاجر بآيات الله هم تجار الدين من رجال الدين الذين يقرون بعظمة كتاب الله و حرمته , لكنهم يستغلون كتاب الله لمآربهم الشخصية

.

وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمۡ فَقَٰتِلُوٓاْ أَئِمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ

هنا إشارة أخرى لكون المقصودين من لفظ المشركين هم رجال الدين , فالآية أمرت بقتال أئمة الكفر , و ليس عامة الكفار

من كل ما سبق لا توجد في كل الآيات أي إشارة لكون سبب القتال هو كون هؤلاء كفار أو مشركين

السبب الرئيسي للقتال هو العدوان و الظلم , وهو واضح في كل الآيات

عندما يتعرض المؤمنون للعدوان و الظلم من قبل الآخرين فعليهم الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل

لا يقاتل المؤمنون غيرهم لأسباب دينية أو لفرض دينهم على الآخرين

لفظ الكتاب ومعانيه 4- معنى العقد و المدة و كتاب موجود عند الله لا نعلم ماهو و سجل أعمال الناس في الدنيا

وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ

سورة البقرة.

.

تشرح الآية أحكام خطبة النساء أثناء العدة

يأمر الله المؤمنين أن لا يعقدوا العزم على النكاح حتى تنتهي المدة الزمنية المخصصة للعدة ( حتى يبلغ الكتاب أجله ).

لفظ الكتاب يشير إلى أجل و زمان محدد , متعلق بعدة النساء بعد وفاة أزواجهن

.

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

سورة الأنعام

يبين الله لنا أن كل حركة في السماء و الأرض , هي معلومة لديه

كل الدواب و البشر و الأمم معلومة عند الله و مقيدة في كتاب عنده

لفظ الكتاب يشير هنا , إلى سجل إلهي فيه كل المعلومات عن الأمم , من دواب و بشر

.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ

سورة الرعد

لكل أجل كتاب: تعني لكل شيء وقت محدد ينتهي عنده

لفظ الكتاب هنا تشير إلى معنى الزمان المحدد

أم الكتاب : تشير إلى شيء رباني لا يعلمه إلا الله , فيه قضاء الله و أحكامه في خلقه , و الله يمحو من هذا الكتاب و يثبت ما يشاء

أم الكتاب: هو شيء رباني لا نعلم عنه شيء , يشبه السجل لمقادير كل شيء

.

وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا

سورة الإسراء

يبين الله لنا , أن لكل أمة من الأمم أجل تنتهي عنده , وهذا قضاء رباني على جميع الأمم

لا توجد أمة قد بقيت على مدار التاريخ , بل لا بد لها من دورة الحياة المتعلقة بالأمم , دور النشوء فالقوة فالضعف فالنهاية

هذه السنة الربانية في الأمم هو شيء مقيد عند الله في كتاب لا نعلم عنه شيء

الكتاب هنا تشير لشيء يشبه السجل , فيه السنن الربانية و القواعد التي تحكم هذا الكون , ومافيه لا يعلمه إلا الله

.

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

سورة الكهف

يوم القيامة يرى كل إنسان أعماله مقيدة في كتاب , لم ينقص منها ذرة , الأعمال الصالحة و الشريرة

سجل الأعمال هذا اسمه ( الكتاب ) , ومن سوء أعمال المجرمين , يتمنون أن لا يروا هذا السجل : الكتاب

.

ووَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ َأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

سورة الزمر

يوم القيامة يوضع سجل الأعمال الخاص بكل البشر , وهذا السجل يسميه القرآن : الكتاب

لفظ الكتاب هنا يشير إلى سجل الأعمال الخاص بالبشر , والذي يحصي عليهم أعمالهم كاملة

.

فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

سورة النساء

الصلاة شيء لازم على كل مؤمن , و للصلاة أوقات محددة لا يصح تجاوزها

لفظ كتاب هنا تشير إلى معنى الالتزام الديني

كتاب تعني : ضرورة أداء الصلاة و أهميتها البالغة

.

لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

سورة الأنفال

لولا رحمة من الله بالمؤمنين , لمسهم عذاب أليم جزاء ما اقترفته أيديهم

ومن الممكن أن يكون لفظ الكتاب هنا يشير إلى قضاء رباني سابق , أن لا يعذب المؤمنين , ولذلك فقد تجاوز عن ذنبهم الحالي

لفظ كتاب هنا يشير لمعنى القضاء أو الرحمة

.

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

سورة المائدة

قرر الله يوم خلق السماوات و الأرض , أن السنة تحتوي اثنا عشر شهرا

هذا القضاء الإلهي مقيد و مسجل في كتاب عند الله , على أنه سنة إلهية تجري في هذا الكون

يحمل لفظ الكتاب هنا , السجل الإلهي الذي لا نعلم عنه  شيء , أو قد يحمل معنى السنن الربانية التي أودعها الله ووضعها في هذا الكون

.

يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا

سورة الإسراء

لفظ الكتاب هنا يشير لمعنى سجل الأعمال المتعلق بالبشر , و الذي تقيد فيه أعمالهم الصالحة و الشريرة

.

اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ

سورة النمل

لفظ الكتاب هنا يشير لمعنى الرسالة

لفظ الكتاب و معانيه 3 – معنى القرآن

لفظ الكتاب في القرآن – معنى القرآن

ورد لفظ الكتاب في القرآن بعدة معاني , وسنحاول في هذه المقالات ضبط هذه المعاني

الم (1) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ

سورة آل عمران

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام

أنزل الله عليه الكتاب ( القرآن )

مهمة هذا الكتاب أن يصدق التوراة و الإنجيل

هذا الكتاب لا ينفي التوراة و الإنجيل و لا ينسخهما و لا يلغيهما , بل هو مصدق فقط

.

إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

سورة آل عمران

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام

فقد أنزل الله عليه الكتاب ( القرآن )

لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا

سورة النساء

الخطاب في هذه الآيات موجه للمؤمنين : يا أيها الذين آمنوا

تأمر الآيات المؤمنين بالإيمان بكتابين , الأول : الكتاب الذي نزل على رسوله وهو ( القرآن ) , و الكتاب الذي نزل من قبل , وهو يحتمل عدة معاني: التوراة أو الإنجيل أو كتاب آخر لم يصلنا

لفظي الكتاب هنا حملا معنين : الأول هو القرآن , الثاني هو كتاب آخر لا نستطيع تحديده أو الجزم به

.

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

سورة المائدة

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام

أنزل الله إلى نبيه الكتاب ( القرآن ) , مصدقا لما بين يديه من الكتاب : الإنجيل أو التوراة

مهمة القرآن تصديق ما سبقه من الكتب , و ليس تكذيبها أو نسخها

لفظي الكتاب هنا حملا معنيين , الأول حمل معنى القرآن , و الثاني: حمل معنى كتاب آخر لا نستطيع الجزم به

.

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

سورة الأنعام

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام , وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا

هذا الكتاب أنزل على النبي محمد عليه الصلاة و السلام

لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن

.

ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ

سورة الأنعام

يخبر الله المؤمنين أنه أنزل عليهم كتابا , فيه الهدى و النور

يأمر الله المؤمنين باتباع هذا الكتاب ,أي القرآن

.

نتائج

هناك مواضع كثيرة في القرآن يشير فيها لفظ الكتاب إلى معنى القرآن , و توجد دوما ضمن الآيات إشارات تدل على أن المقصود هو القرآن , من مثل

أن يكون اللفظ مرتبطا بالنزول على النبي محمد

أن يرتبط لفظ الكتاب بضمائر الخطاب : عليك , إليك , و غير ذلك

لفظ الكتاب ومعانيه في القرآن 2- كتاب مقدس لا نعلم عنه شيء

لفظ الكتاب في القرآن – معنى ( كتاب مقدس لا نعلم عنه شيئا )

ورد لفظ الكتاب في القرآن بعدة معاني , وسنحاول في هذه المقالات ضبط هذه المعاني

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ

سورة آل عمران

.

تتحدث الآية هنا عيسى بن مريم و أمه مريم العذراء

علم الله نبيه : التوراة و الإنجيل و الحكمة و الكتاب

لا يمكن أن يحمل لفظ الكتاب هنا معنى القرآن , لأن القرآن تنزل بعد عيسى بمئات السنين

ورد في الآية لفظ التوراة و الإنجيل , و بالتالي فلفظ الكتاب لا يمكن أن يحمل معنى التوراة و الإنجيل

لفظ الكتاب هنا يشير إلى كتاب ما مقدس , كان معروفا و متداولا زمن البعثة النبوية , و كانت العرب تعرفه في الجزيرة العربية , وكان مقدسا لدى كل الفئات , وهذا الكتاب لا نعلم عنه شيئا

.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۚ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

سورة آل عمران

.

تتحدث الآيات هنا عن ( الذين كفروا ) , أي الكفار من قريش و غيرهم

تنهى الآيات المؤمنين عن محبة الكفار و اتخاذهم أولياء

تصف الآيات المؤمنين بأنم يؤمنون بالكتاب كله , بينما الكفار لا يؤمنون بالكتاب كله , بل يؤمنون ببعضه

من المعلوم أن كفار قريش و غيرهم لا يؤمنون بكلمة واحدة من القرآن , فبالتالي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن

ولفظ الكتاب هنا متعلق بالكفار , وهم يؤمنون بهذا الكتاب , ببعض أجزائه و يهملون بعضها الآخر , لكن هذا الكتاب يعتبر كتابا مرجعيا و مقدسا لدى الكفار

هنا لفظ الكتاب أيضا يحمل معنى ( كتاب مقدس ما , لانعلم عنه شيئا ) كان موجودا في جزيرة العرب زمن البعثة النبوية , وكان المؤمنون و الكافرون يعتقدون بقدسيته على حد سواء

.

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164) أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

سورة آل عمران

.

الحديث في هذه الآيات عن المؤمنين , وكيف بعث الله فيهم رسولا منهم

مهمة الرسول في المؤمنين هي التالي

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ : أي يتلو عليهم القرآن

وَيُزَكِّيهِمْ : يزكي أنفسهم و يهذبها

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ : لا يمكن أن يكون لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن , لأنه قد تم ذكره سابقا

وَالْحِكْمَةَ : و يعلمهم الحكمة و أصول التصرف في الأوقات الصعبة و وضع الأمور في نصابها

لو افترضنا أن الكتاب هنا يحمل معنى القرآن , لأصبحت الآية كالتالي

يَتْلُو عَلَيْهِمْ القرآن , وَيُزَكِّيهِمْ , وَيُعَلِّمُهُمُ القرآن , وَالْحِكْمَةَ

وهذا تكرار معيب  لا معنى له و بعيد كل البعد عن كلام العرب و أساليبها , ومن الممكن أن تصاغ الآية بهذا الأسلوب , لو كان المقصود بالكتاب القرآن

يَتْلُو عَلَيْهِمْ و يعلمهم القرآن , وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْحِكْمَةَ

لذلك فلفظ الكتاب ها يحمل ذات المعنى في الآيات السابقة , وهو أنه كتاب مقدس ما , لا نعلم عنه شيئا , كان موجودا في زمن البعثة النبوية , وكانت العرب كلها تقدسه , مؤمنها و كافرها

اكتفينا في هذا المقال ببعض الأمثلة للدلالة على هذا المعنى للفظ الكتاب , و يوجد في القرآن أمثلة كثيرة عن وجود هذا الكتاب الذي تؤمن به العرب كلها زمن البعثة النبوية , مؤمنها و كافرها

لفظ ( الكتاب ) في القرآن ومعانيه 1-معنى التوراة

لفظ ( الكتاب ) في القرآن بمعنى التوراة

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

سورة البقرة

الخطاب هنا موجه لبني إسرائيل , أي اليهود

يطلب الله من بني إسرائيل أن يؤمنوا بما أنزل الله من بعد التوراة

يأمر الله بني إسرائيل أن ينتبهوا لأنفسهم ولا يأمروا الناس بالبر و ينسوا أنفسهم , مع  العلم أنهم يقرؤون الكتاب – أي التوراة

اليهود لا يقرؤون أي كتاب آخر سوى كتبهم الدينية , و لا يعترفون بأي كتاب نزل بعد التوراة

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة ,  وقد ورد في سياق المديح و أنه كتاب محترم و معترف به

.

وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

سورة البقرة

آتى الله نبيه موسى كتابا واحدا لا غير وهو التوراة

ورد لفظ الكتاب بمعنى التوراة هنا بسياق المديح و أنه سبيل للهداية لبني إسرائيل

.

أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

سورة البقرة

مازال الحديث مستمرا في سورة البقرة عن اليهود

هناك الكثير من اليهود أميين , ومن غير اليهود أيضا أناسا أميين لا يعلمون شيئا عن الكتب الدينية

بعض اليهود يقومون بكتابة أشياء من عندهم , و يعرضونها على هؤلاء الأميين على أنها من كتاب الله ( التوراة ), و غايتهم من هذه الكتابات استغلال سذاجة هؤلاء الأميين و استغلال جهلهم بالدين ليقوموا باستغلالهم ماديا

يبيع هؤلاء المتعيشين من الدين هذه الكتابات على أنها قطع من التوراة , و أن فيها قضاء الحاجات و تيسير الأمور , مع أنها كلها من عقولهم المليئة بالخداع و الغش

يهدد الله هؤلاء الذين يفعلون ذلك , بالويل و العذاب الأليم

محاولة المساس بالكتاب ( التوراة ) ,  وبيعه و التجارة به لأغراض دنيوية , هي ذنوب عظيمة جدا عند الله

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة

.

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

سورة البقرة

مازال الحديث عن بني إسرائيل ( اليهود )

يشنع الله على اليهود إيمانهم ببعض الكتاب ( التوراة ) , وكفرهم و نسيانهم لبعضها الآخر

لفظ الكتاب هنا ( يعني التوراة )

.

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ

سورة البقرة

آتى الله نبيه موسى الكتاب ( التوراة )

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة

.

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

سورة البقرة

مازال الحديث مستمرا في سورة البقرة عن اليهود و سيرتهم و تعاملهم مع دينهم

اليهود و النصارى يقرؤون التوراة , بينما اليهود لا يقرؤون الإنجيل و لا يعترفون به

لفظ الكتاب هنا جاء بصيغة المفرد , فهذا يشير إلى أن المقصود به كتاب واحد و ليس كتابين كما صرح المفسرون , بان الكتاب هنا تعني التوراة و الإنجيل

لو كان المقصود التوراة و الإنجيل , لجاءت الآية , وهم يقرؤون كتبهم

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة

.

وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ

سورة البقرة

آتى الله اليهود الكتاب ( التوراة ) , و بعضهم يقرأ التوراة حق القراءة , و يتدبر آياتها ومعانيها

بعضهم لا يعطي الكتاب ( التوراة ) حقها و جلالها , فهؤلاء هم الخاسرون

ورد لفظ الكتاب هنا بمعنى ( التوراة ) , و قد وردت في سياق المديح و التقديس

نتائج

ورد لفظ الكتاب كثيرا في القرآن بمعنى التوراة , وقد اكتفينا ببعض هذه النماذج , لظننا انها كافية

في كل المواضع التي جاء لفظ الكتاب بمعنى التوراة , جاء لفظ الكتاب مع الكثير من الاحترام و التقديس و التبجيل والاعتراف بمرجعية التوراة , و التشنيع على من يخالفها ولا يعترف بها