الكثير من الأحاديث المنسوبة للنبي تصادم القرآن بشكل واضح,وهذا التصادم هو مؤشر لا لبس فيه على كونها أحاديث غير صحيحة و منسوبة للنبي زورا و بهتانا,حديث من بدل دينه فاقتلوه نموذجا

في العلاقة بين القرآن و الحديث

حديث قتل المرتد نموذجا

عن عكرمة، قال: أُتي على رضي الله عنه بزنادقة، فأحرقهم؛ فبلغ ذلك ابن عباس، فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم؛ لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تعذبوا بعذاب الله)، ولقتلتهم؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من بدَّل دينه فاقتلوه).
رواه البخاري واحمد والترمذي و النسائي و غيرهم

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ

وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
المائدة

تأملات في الآيات

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ
يخاطب الله المؤمنين و يحذرهم من الردة عن دين الإسلام

فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ
ومن يرتد عن دين الإسلام فعقوبته الوحيدة , أن الله سيأتي بمن هو خير منه , جهادا و عزة و محبة لله و خوفا منه

ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
و الهداية إلى دين الإسلام هو فضل عظيم من الله , وهو يمن بهذا الفضل على من يشاء من عباده

وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
من ينضم إلى جماعة المؤمنين , و يحظى بشرف الصحبة , فهو قطعا من الفائزين الغالبين في الدنيا و الآخرة

من كل ما سبق نستطيع استخلاص النتائج التالية

أولا: لم تنص الآيات على أي عقوبة ضد من يرتد عن دين الإسلام, ولم يأمر الله نبيه بقتل هؤلاء المرتدين أو الراغبين بالردة

ثانيا: العقوبة الوحيدة للمرتدين عن دين الإسلام, أن يأتي الله بمن هو خير من المرتدين لنصرة دين الله

ثالثا: الهداية للإسلام هو فضل من الله

من الواجب التذكير أن هذه الايات هي من سورة المائدة , وهي آخر سورة نزلت على النبي , هي وسورة إذا جاء نصر الله , بإجماع كل أو معظم علماء القرآن

و قد نص الجميع على أنه لا يوجد في سورة المائدة أي آية منسوخة
وبالتالي فكل هذه الآيات هي آيات يجب العمل بها

و إذا كانت هذه الآيات هي آخر ما نزل على النبي , فمتى قال النبي (من بدل دينه فاقتلوه) , قبل نزول هذه الآيات ؟ أم بعد نزولها؟
وهل يعقل أن يقول النبي بحديث أو فعل لم يأمره الله به في القرآن؟

من كل ما سبق نستطيع الجزم أن حديث من بدل دينه فاقتلوه , هو حديث مخالف و مناقض و مصادم للقرآن, ولا يتفق معه في أي تفصيل
وبالتالي فإن هذا الحديث هو حديث موضوع لا أصل له, لأنه يخالف القرآن قطعا