قراءات القرآن 1

قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ ۚ وَبِئْسَ الْمِهَادُ

آل عمران


قال الطبري

اختلفت القرأة في ذلك

فقرأه بعضهم: ( قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ ) بالتاء، على وجه الخطاب للذين كفروا بأنهم سيغلبون

وقرأت ذلك جماعة من قرأة أهل الكوفة: ( سَيُغْلَبُونَ وَيُحْشَرُونَ ) ,على معنى: قل لليهود: سيغلب مشركو العرب ويحشرون إلى جهنم

قال أبو جعفر (الطبري): والذي نختار من القراءة في ذلك، قراءةُ من قرأه بالتاء، بمعنى: قل يا محمد للذين كفروا من يهود بني إسرائيل الذين يتبعون ما تشابه من آي الكتاب الذي أنـزلته إليك ابتغاءَ الفتنة وابتغاءَ تأويله:  ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد

.

وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا ۚ إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ

سورة الأنفال

قال الطبري في تفسيره

اختلفت القرأة في قراءة ذلك.

فقرأ ذلك عامة قرأة الحجاز والعراق: “  وَلا تحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ “ بكسر الألف من “ إنهم „، وبالتاء في “ تحسبن “ بمعنى: ولا تحسبن، يا محمد، الذين كفروا سبقونا ففاتونا بأنفسهم

وقرأ ذلك بعض قرأة المدينة والكوفة: ( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا )، بالياء في “ يحسبن „, وكسر الألف من ( إِنَّهُمْ ) , وهي قراءة غير حميدة ، لمعنيين، أحدهما خروجها من قراءة القرأة وشذوذها عنها
والآخر: بعدها من فصيح كلام العرب

قال الطبري: والصواب من القراءة في ذلك عندي، قراءة من قرأ: ( لا تَحْسَبَنّ َ)، بالتاء (  الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ )، بكسر الألف من “ إنهم „، ( لا يُعْجِزُونَ )، بمعنى: ولا تحسبن أنت، يا محمد، الذين جحدوا حجج الله وكذبوا بها، سبقونا بأنفسهم ففاتونا, إنهم لا يعجزوننا أي: يفوتوننا بأنفسهم, ولا يقدرون على الهرب منا