الإيمان 3

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿٤٤﴾ التوبة

.

المؤمنون الحقيقيون لا ينتظرون إذن أحد كي يجاهدوا في سبيل الله

الشروط الأساسية حتى يكون الإنسان مؤمنا هي : الإيمان بالله و اليوم الآخر

ذكر الله بعض الأعمال الصالحة التي فعلها المؤمنون: يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ

.

إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴿٤٥﴾ التوبة

.

بعض الناس يستأذن النبي لفعل بعض الخيرات و الجهاد في سبيل الله

يخبر الله نبيه: أن من يستأذن ليفعل الخير هو شخص غير مؤمن بالله و اليوم الآخر

لم يذكر الله سوى هذين الشرطين في تمييز المؤمن من غير المؤمن

.

وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩٩﴾ التوبة

.

هناك من الأعراب أناس مؤمنون , وقد أشار الله إلى إيمانهم فقال : يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

لم يذكر الله شيئا سوى هذين الشرطين في الإيمان

ذكر الله بعض الأعمال الصالحة التي يفعلها هؤلاء المؤمنون من الأعراب وهي : وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ , أي ينفقون في سبيل الله

.

لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ المجادلة

.

من صفات المؤمن الحقيقي أنه لا يواد و لا يحب من يعادي الله و رسوله

حتى يكون الإنسان مؤمنا فعليه أن يؤمن بشيئين فقط: بالله و اليوم الآخر كما ورد في الاية

.

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ الطلاق

.

تتحدث الآية عن العلاقة مع النساء ووجوب حسن التعامل معهن

لا يحسن العلاقة في الطلاق إلا الإنسان المؤمن , الذي يؤمن بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

لم تذكر الآية أي شرط آخر حتى يكون الإنسان مؤمنا

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمرين رئيسيين في موضوع الإيمان فقط , وهما الإيمان بالله و اليوم الآخر

يذكر الله دوما هذين الشرطين , لكنه في كل مرة ينبهنا إلى أحد الأعمال الصالحة المهمة و التي يجب أن يتحلى بها المؤمن

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء , قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح