الإيمان 1

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة.

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ البقرة

.

ذكر الله في هذه الآية عدة طوائف وهي : المؤمنون المسلمون , اليهود , النصارى, الصابئين

ذكر الله : أن من آمن بالله و اليوم الآخر فهو من الناجين , بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها

نبه الله هنا إلى العمل الصالح عموما , ولم يذكر عملا محددا

من يؤمن بالله و اليوم الآخر و يعمل صالحا : فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

.

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦﴾ البقرة

.

دعى إبراهيم ربه أن يجعل هذا البلد آمنا و أن يرزق من آمن بالله و اليوم الآخر فقط

من آمن بالله و اليوم الآخر فهو من المؤمنين الصالحين الناجين يوم القيامة

.

وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٣٢﴾ البقرة

.

يأمر الله المؤمنين ببعض الأمور المتعلقة بالطلاق , و يقول أن هذه الموعظة لمن آمن بالله و اليوم الآخر

لم يذكر الله أي شيء آخر متعلق بموضوع الإيمان

من يؤمن بالله و اليوم الآخر لا يعضل نساءه

.

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٢٨﴾ البقرة

.

هذه الآية تتعلق بموضوع الطلاق , وهي تخص النساء و طريقة تعاملهن مع موضوع الطلاق

اشترط الله في إيمان المؤمنات شيئين فقط : الإيمان بالله و اليوم الآخر

من تؤمن بالله و اليوم الآخر لا تخفي مافي بطنها من حمل

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦٤﴾ البقرة

.

تتحدث الآية عن أدب الإنفاق في سبيل الله

تنهى الآية المؤمنين أن يكونوا مثل الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر في موضوع الإنفاق و الرياء

لم يورد الله سوى الإيمان بالله و اليوم الآخر شرطا لمعرفة الإنسان المؤمن من غير المؤمن

.

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ البقرة

.

بعض الناس يتلبسون بلباس الإيمان و يزعمون أنهم مؤمنين

قالوا أنهم يؤمنون بالله و اليوم الآخر , لكن الله نفى عنهم الإيمان , ووصفهم بأنهم مجرد مخادعين

للتمييز بين المؤمن و غير المؤمن في زمن نزول الآية كان هناك شرطان فقط هما: الإيمان بالله و اليوم الآخر

.

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿١١٣﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤﴾ آل عمران

.

يحدثنا الله عن أهل الكتاب , و أنهم ليسوا سواء , فبعضهم مؤمنون : يؤمنون بالله و اليوم الآخر فقط

ذكر الله هنا بعض أعمالهم الصالحة فقال: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

مصير هؤلاء المؤمنين من أهل الكتاب : وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمرين رئيسيين في موضوع الإيمان فقط , وهما الإيمان بالله و اليوم الآخر

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء : قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح