الجانب الإنساني في القرآن 2

الجانب الإنساني في القرآن 2

وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿31﴾ الرعد

تأملات في الآيات

وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ

لو أن الله بهذا القرآن العظيم سير الجبال من مكانها أو تم تقطيع الأرض لما آمن بعض الناس

الأمر لله في كل شيء, وهو القادر على كل شيء

أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ

على المؤمنين أن لا يتعبوا أنفسهم بهداية الناس ونقلهم للإيمان

جاء الخطاب بصيغة تقريع للمؤمنين: أفلم تيأسوا أيها المؤمنين من السعي لهداية الناس؟ ألم تعلموا وتتيقنوا بعد أن الله لو شاء لجعل الناس جميعا مؤمنين؟ وهو قادر على ذلك

إن بقاء بعض الناس أو الكثير منهم خارج دائرة الإيمان هي إرادة ربانية, وهو الذي أرادهم على أديان أخرى

وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ

ينبه الله غير المؤمنين به بقوارع ومصائب تصيبهم أو تصيب من حولهم حتى يتعظوا

الله هو الذي يحدد من يأتي لجانب الإيمان ومن يبقى خارج تلك الدائرة, والله وحده يرسل التنبيهات والتحذيرات لمن يشاء من خلقه

قضايا الإيمان هي قضية متعلقة بجناب الله تعالى وحده, وعلى المؤمنين أن لا يتدخلوا بهذه القضية ويهتموا بأنفسهم فقط

نتائج

بقاء بعض الناس أو الكثير خارج دائرة الإيمان بالله هي قضية متعلقة بجناب الله تعالى

الله هو الذي أراد بعض الناس على أديان أخرى, ولو شاء لجعل جميع الناس مؤمنين, لكن حكمته اقتضت عدم إيمان الجميع

على المؤمنين الاهتمام بأنفسهم فقط وترك إيمان الآخرين لله تعالى وحده

ينبه الله المؤمنين أن التنوع الديني على وجه هذه الأرض هو إرادة ومشيئة الله