يعتقد الكثير من المؤمنين من شتى الأديان أن الجنة هي مكان مخصص فقط لأتباع الدين الذي يتبعونه, لكن في الإسلام تختلف النظرة إلى الجنة ومن هم الأولى بدخولها, هنا نسلط الضوء على أحد النصوص الكثيرة في القرآن والتي تشرح هذه الفكرة

هل الجنة هي مكان مخصص للمسلمين فقط

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿113﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿114﴾ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
سورة آل عمران

تأملات في الآيات

من ملاحظة الآيات نجد ما يلي

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ
يقول الله هنا : أن هناك فرق كبير بين طائفتين من أهل الكتاب , وهم ليسوا سواء.

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
بعض أهل الكتاب , و يجب التنبه على أن الكلام هنا هو عن أهل الكتاب , وليس عن المؤمنين برسالة الإسلام , فبعضهم قائمون مصلون ساجدون لله

يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
و تصف هذه الآية بعض أعمالهم , فهم يؤمنون بالله و اليوم الآخر , ولم تذكر الآية إيمانهم بالنبي محمد , و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات , وهؤلاء قطعا من الصالحين

وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
و يذكر الله هؤلاء , أن كل خير يفعلوه فسيجزيهم به الله خير الجزاء

سورة آل عمران هي سورة مدنية , وهي تحكي العلاقة مع أهل الكتاب في المدينة المنورة زمن النبي

أظهرت الآيات عدة أشياء , ومنها

دخول الجنة هو عمل مرتبط بعمل الخير , و لا يوجد أي ارتباط , بين دخول الجنة أو اتباع دين معين

الإسلام يحترم الأديان الأخرى وكتبها و عقائدها , ولا يتدخل بتفاصيلها

الكلام عن نسخ الاسلام للأديان السابقة , و وجوب دخول الجميع في دين الإسلام هو كلام عار عن الصحة و تناقضه هذه الآيات