العلاقة مع غير المسلمين في القرآن 4

تحتاج كتب الفقه و التفسير إلى إعادة نظر و تدقيق , لأن معظم مافيها هو تحريف واضح لكلام الله , وهنا نعرض جزءا بسيطا من التحريف الظاهر لكلام الله لأجل مصالح مادية أو سياسية أو غير ذلك- العلاقة مع غير المسلمين في القرآن- المسيحيين نموذجا

وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴿46﴾ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
سورة المائدة

تتكلم هذه الآيات المباركات عن العلاقة مع غير المسلمين – المسيحيين – و سنحاول هنا تتبع أوامر الله في كيفية التعامل معهم

وَقَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ

ارسل الله نبيه عيسى ليصدق ما جاء في التوراة , و ليؤكد على عظمتها , و قد آتاه الله الإنجيل كذلك , و الإنجيل هو كلام الله و هو هدى ونور ,  وكل تعاليم الإنجيل هي تأكيد على حرمة و عظمة التوراة

وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ

يأمر الله في القرآن المسيحيين أن يلتزموا أوامر الإنجيل , لأن ما في الإنجيل هو مراد الله , ولم يأمر الله المسيحيين بالتحول إلى الإسلام أو تطبيق القرآن , ولا يوجد أي إشارة لإجبار المسيحيين على الدخول في الإسلام , ولا توجد دعوة للمسيحيين للدخول في الإسلام , لأن دينهم باطل و كتابهم غير صحيح و باطل

في هذه الآية اعتراف كامل و واضح بالمسيحية كدين صحيح , و اعتراف بالإنجيل ككتاب عظيم من الله , وكل الدعوات التي تطالب المسيحيين بالتحول للإسلام هي دعوات باطلة و غير صحيحة لأنها تخالف القرآن

وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
تصف هذه الآية المعرضين عن كتاب الله الإنجيل بأنهم فاسقون , وكل مسيحي يرفض الإنجيل فهو فاسق بحسب الآية

وفي كتب الفقه الإسلامي يجد القارئ أن الفقهاء و مفسري القرآن حرفوا هذه الآية عن معناها المراد من الله , و قالوا: أن من لم يطبق القرآن فهو من الفاسقين , مع أن الآية تتكلم و بكل وضوح و صراحة عن المسيحيين و الإنجيل

من الآيات السابقة و التحليل المرافق لها نستطيع استخلاص بعض النتائج

اعترفت الآيات السابقة بالمسيحية كدين عظيم و صحيح

اعترفت الآيات بشكل واضح بأن الإنجيل كلام الله , وهو نور وهدى من الله , والكلام عن بطلان الإنجيل أو تحريفه هو كلام باطل , و مخالفة لكلام الله في القرآن

لا توجد أي دعوة للمسيحيين لترك دينهم و التوجه للإسلام , بل هناك دعوة واضحة للتمسك بدينهم و اتباع أوامر الله في الإنجيل

كل مسيحي غير ملتزم بدينه فهو فاسق حسب توصيف القرآن له

العمل الدعوي لتحويل المسيحيين للإسلام هي دعوة باطلة ومخالفة للقرآن

يجب مراجعة السيرةالنبوية و كتب الحديث , و التي تتحدث عن عدم وجود لغير المسلمين في المدينة قبل وفاة النبي , فالآيات تتحدث هنا عن وجود كبير للمسيحيين , و ليس عن أفراد , و دعوة المسيحيين هنا لتحكيم الإنجيل في حياتهم ليست دعوة لأفراد , و إنما دعوة لمجموعات كبيرة لها حضورها ووجودها و كنائسها

من الواضح و المؤكد أن التوراة في زمن نبي الله عيسى لم تكن محرفة , وكانت كتابا صحيحا , لأن الله أنزل الإنجيل على عيسى تصديقا لما في التوراة , ومن يقول بتحريف التوراة فعليه أن يثبت وقوع التحريف بعد ظهور نبي الله عيسى , و سنقوم في مقالات قادمة إيراد أمثلة من القرآن تشير و تثبت عدم وجود أي تحريف أو تغيير في التوراة في زمن النبي محمد عليه الصلاة  والسلام , وعلى المشككين في التوراة و الإنجيل أن يأتونا بآيات قرآنية تشير لبطلان و تحريف التوراة و الإنجيل