موقف القرآن من علم التفسير 6

هل علماء التفسير هم الوحيدون القادرون على فهم القرآن

اليهود والنصارى

وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ البقرة

يخاطب الله هنا اليهود والنصارى ويناقشهم في أقوالهم وادعاءاتهم

يطلب الله من اليهود والنصارى بشكل مباشر ودون مفسرين وكتب تفسير أن يأتوا ببرهان على أقوالهم

قد فهم اليهود والنصارى بلا أدنى شك كلام الله هنا مع كونهم غير مسلمين وغير مختصين بالعلوم الشرعية الإسلامية

.

وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٣٥﴾ البقرة

يدعي كل فريق من اليهود والنصارى أن دينه هو الأفضل, وأن نبي الله إبراهيم كان يهوديا أو نصرانيا

يخاطبهم الله مباشرة ويرد عليهم أن إبراهيم كان حنيفا

لم يطلب الله من نبيه محمد تفسير كلامه لليهود والنصارى, بل قد فهمه هؤلاء بكل ما يحمل من معاني بدون أي تفسير ومفسرين

.

وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ ۖ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿١٨﴾ المائدة

يزعم اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه

يناقشهم الله في قولهم بكل هدوء, ويخبرهم أن البشر كلهم سواء, ويتفاضلون فقط بالعمل الصالح

من المؤكد وبدون أي شك أن اليهود والنصارى زمن نزول هذه الآيات قد فهموا الخطاب الموجه إليهم واستوعبوا كل معانيه القريبة والبعيدة

ادعاء البعض أن فهم القرآن يحتاج لعلوم كثيرة ومعرفة الأحاديث النبوية وعشرات العلوم الشرعية التي لا يعلمها إلا المسلمون فقط هو ادعاء باطل بلا شك تنفيه هذه الآيات

.

وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴿٦٤﴾ المائدة

ينسب اليهود لله تعالى أشياء سيئة بسبب جهلهم

ويناقشهم الله هنا ويوجه لهم الخطاب مباشرة, ويخبرهم أن ادعاءاتهم هذه باطلة

هذه الآيات موجهة لليهود وليست موجهة للمسلمين, والمطلوب من اليهود فهمها, وإذا كان اليهود غير قادرين على فهم هذه الآيات, فهذا يعني أن رسالة الله لم تصل إلى الناس

لا بد أن يكون اليهود قد فهموا هذ الآيات, وإن كانوا لم يفهموا منها شيئا كونهم غير مسلمين ولا يمتلكون العلوم الشرعية المطلوبة لفهم كلام الله, فهذا يعني بطلان كلام الله وأنه عبث لا طائل منه, ونحن نعوذ بالله تعالى من هذا الفهم السقيم لكلام الله

.

لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴿82﴾ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴿83﴾ وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ ﴿84﴾ فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ ﴿85﴾ المائدة

تحدثنا الآيات هنا عن موقف النصارى من القرآن

إذا سمع النصارى القرآن فاضت أعينهم وبكوا طويلا, بسبب فهمهم للقرآن ومعرفتهم لما فيه من نور وحق مبين

قد فهم النصارى كلام الله القرآن ووعوا معانيه واستوعبوها, ونتيجة لذلك فقد أعلنوا إيمانهم

لم يحتج النصارى إلى علوم القرآن والتفسير والأحاديث النبوية وأقوال المفسرين والصحابة ومعرفة المكي والمدني والمقدم والمؤخر لفهم كلام الله

هذه الآيات هنا تثبت وبدون شك بطلان كل علوم التفسير والقرآن, والتي تشترط كون الإنسان مؤمن ومسلم حتى يفهم القرآن ويعي معانيه ومراميه وأحكامه