النساء في القرآن الكريم 1 – الاختلاط بين الرجال و النساء
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (234) وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ
تأملات في الآيات
وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ
يرشد الله المؤمنين للطرق الصحيحة في التعامل مع النساء , و يخبرهم أنه لا إثم عليهم بالتعريض بالخطبة للنساء , كأن يقول الرجل للمرأة , إني أريد الزواج من امرأة توفي عنها زوجها حديثا
ولم تأمر الآية الرجال بوضع وسيط للتعريض بالخطبة للنساء, و إنما نسبت الفعل للرجال , ولو كانت مخاطبة الرجل للمرأة وتعريضه بالخطبة لها مباشرة بدون وسيط محرم , لأمرت الآية أن يكون التعريض عن طريق وسيط .
وقد ذكر الطبري في تفسيره 25 حديثا يشير إلى تعريض الرجل بالخطبة للمرأة دون وسيط , ولم يرد بأي حديث الأمر بأن يكون ذلك عن طريق وسيط
عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَٰكِن لَّا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا
نهى الله المؤمنين عن مواعدة النساء سرا إلا في حالة أن يكون الرجل يريد أن يقول للمرأة قولا معروفا , وهذا يشير بشكل واضح إلى جواز دخول الرجال على النساء و مخاطبتهن بالمعروف , حتى لو كن في العدة
وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ
يحذر الله الرجال من التمادي مع النساء , و أن يكون الرجل حذرا فيما يضمره في نفسه , فالله يعلم ما في نفسه
و إذا كان التعريض بالخطبة يكون عن طريق وسيط من النساء , فما الداعي لتحذير الرجل من عدم التمادي ؟ فمهمة الوسيط من النساء هي نقل رسالة رغبة الرجل بالمرأة , والوسيط من النساء لن يتمادى مع امرأة , كأن تتغزل المرأة بامرأة مثلها , أو تحاول التحرش بها
الآية عموما هنا تشير إلى عدة قضايا من الجدير التركيز عليها
الأحكام الشرعية التي تمنع المرأة من الخروج من بيتها أو الاحتكاك بغيرها من الرجال أو استقبال الرجال الغرباء في بيتها , هي أحكام تخالف هذه الآية قطعا , وهي أحكام باطلة لأنها تخالف القرآن
قضية الفصل بين الجنسين و تحريم الاختلاط هي أحكام شرعية تخالف هذه الآيات قطعا
كل الأحاديث التي تتحدث عن تفاصيل العدة وتحريم استقبال المرأة للرجال الغرباء في بيتها أثناء العدة, هي أحكام تخالف هذه الآيات
كل الأحاديث التي تتحدث عن الفصل بين الجنسين , هي أحاديث باطلة قطعا لمخالفتها لهذه الآيات