البعد الإنساني في القرآن 5
البعد الإنساني في القرآن 5
الحرية الدينية
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴿65﴾ وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ ﴿66﴾ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُسْتَقِيمٍ ﴿67﴾ وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿68﴾ اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿69﴾ الحج
تأملات في الآيات
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
يذكر الله عباده بنعمه التي أنعمها عليهم, وأنه قد خلق السماوات والأرض وأنه يدبر أمرهما
يخبرنا الله أنه رؤوف رحيم بالناس قاطبة, مؤمنهم وكافرهم, العابد والجاحد, ونعمه ورحمته تعم جميع البشر
.
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ
يخبرنا الله أنه قد خلقنا وأوجدنا من العدم, ثم يميتنا ثم يحيينا يوم البعث, ومع ذلك, فهناك الكثير من الناس الذين ينكرون قدرة الله وتصرفه في الكون
.
لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُسْتَقِيمٍ
يخبرنا الله هنا: أنه هو الذي جعل لكل أمة منسكا ودينا وعبادات مختلفة
على النبي أن ينجز مهمته التي أوكلها الله إليه, وهي: الدعوة إلى الله
يأمر الله نبيه أن يثبت على ما هو عليه, ولا يستمع لتشويش الآخرين
.
وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ
يجادل هؤلاء الناس حول حقيقة التوحيد ودعوة النبي ورسالته, والله يأمر نبيه أن يعرض عن جدالهم ويوكل أمرهم إلى الله
لم يأمر الله نبيه باجتثاث هؤلاء أو التسفيه عليهم أو حجر حريتهم في التعبير عن أفكارهم الدينية
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ
يختلف الناس حول الأديان والعقائد والأفكار, وهذا شيء طبيعي في هذه الحياة الدنيا
يخبر الله نبيه وجميع الناس: أن يوم القيامة هو موعد الجميع للفصل بين ما هو صحيح وباطل من الأديان
على النبي أن يلتزم حدوده ويتأدب مع الله ولا يتدخل في موضوع الفصل بين الأديان
الله هو الوحيد القادر على الفصل بين الأديان والبشر, وعلى جميع الناس التزام حدودهم
.
نتائج
تعدد الأديان على وجه الأرض هي مشيئة الله
مهمة النبي على هذه الأرض هي النصح والتبليغ والإرشاد فقط
الفصل بين الناس وأيهم على حق ومن هو على باطل هي مهمة الله وحده, ولا يحق لأي شخص على وجه هذه البسيطة أن يفعل هذا
لم يرد في الآيات أي أمر أو طلب من الله لنبيه بأن يجتث هؤلاء المخالفين أو يحجر على حريتهم في التعبير عن آرائهم
يعلمنا القرآن طريقة التعامل مع هؤلاء المخالفين