الصيام في القرآن 1

الصيام في القرآن

نعرض هنا جميع المواضع التي ورد فيها لفظ الصيام ومشتقاته في القرآن

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿184﴾ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿186﴾ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿187﴾ البقرة

بينا في مقال سابق أن المخاطبين بهذه الآيات هم الرجال فقط

.

وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ۚ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۖ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ۚ فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ۚ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ ۗ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ۗ ذَٰلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿196﴾ البقرة

في هذا الموضع نجد أن المخاطبين أيضا هم الرجال:

وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ, فحلاقة الراس تكون للرجال فقط وليس للنساء

ورد الصيام هنا على أنه كفارة من الكفارات, وليس شعيرة أو فريضة واجبة على كل شخص

.

وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿92﴾ النساء

ورد الصيام هنا على أنه مجرد كفارة على جريمة وذنب القتل الخطأ

.

لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿89﴾ المائدة

ورد الصيام هنا على أنه كفارة على الخلف في حلف الأيمان

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ ۗ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ ۚ وَمَنْ عَادَ فَيَنْتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ ﴿95﴾ المائدة

ورد الصيام هنا على أنه كفارة على الصيد في وقت الإحرام

.

وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴿25﴾ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴿26﴾ مريم

الصيام الذي صامته السيدة مريم هو صيام عن الكلام

.

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴿28﴾ وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿29﴾ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴿30﴾ وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿31﴾ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ﴿32﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴿33﴾ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴿34﴾ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿35﴾ الأحزاب

هذه الآيات تتحدث عن زوجات النبي ونلاحظ أن الخطاب موجه لهن

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ

إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا

وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ

ثم جاءت الآية الأخيرة لتنبه أزواج النبي لفضيلة التعبد والقنوت لله, فذكرت عبادات وقربات عدة

إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ

وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ

وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ

وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ

وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ

وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ

وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ

وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ

وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ

وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ

نلاحظ أن الصيام جاء بعد قربات من مثل: القنوت والصدق والصبر والخشوع والتصدق, وهو ما يشير إلى أن الله هنا عنى القربات عامة والأعمال الصالحة, ولم يقصد فروضا بعينها

لم يرد في الآيات هنا ذكر الصلوات والزكوات

ينبه الله هنا أزواج النبي إلى ضرورة الانشغال بالأعمال الصالحة عموما. أيا كانت هذه الأعمال, صغيرة أو كبيرة

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴿3﴾ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ۖ فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿4﴾ المجادلة

في هذه الآيات يتم توجيه الخطاب إلى الرجال فقط وليس إلى النساء, لأن الرجال فقط هم من يستطيعون الظهار

الظهار: هو أن يقول الرجل لزوجته: أنت علي كظهر أمي أو أختي, أي هو يلغي العلاقة الزوجية بينه وبين زوجته من دون طلاق

الصيام هنا عبارة عن كفارة من الكفارات, تعويضا عن ارتكاب خطأ ديني

.

في كل هذه المواضع نجد بعض الملاحظات

في عموم الآيات تم توجيه الخطاب بالصيام للرجال

ورد الصيام عموما في غالب القرآن على أنه كفارة من الكفارات لارتكاب إثم ما

في سورة البقرة كما بينا في مقال سابق: أن الخطاب موجه للرجال فقط

في سورة الأحزاب ورد الخطاب بشكل تحفيزي وتشجيعي لأزواج النبي على الانشغال بالأعمال الصالحة عموما, ومنها الصيام

لم يرد في كامل القرآن سوى مرة واحدة لفظ (الصائمات), وهذا ما يشير إلى كون الصيام هو عبادة ترتبط عموما بالرجال, لمن أراد التطوع منهم, أو لمن ارتكب إثما وأراد التكفير عن ذنبه

بعض النساء اللواتي ينشغلن بالصيام ويهملن أشياء أخرى حياتية أو معاشية, يخشى عليهن أنهن يرتكبن مخالفة لنصوص القرآن

الصيام مثل القتال, عبادة تختص بالرجال, لكن أحيانا قد تقاتل المرأة لوقوعها في ظرف معين, أو تشارك في القتال من طرف بعيد

ومشاركة المرأة في القتال لا يعني وجوبه عليها, لكنه لا يخرج عن التطوع لوجود ظرف أجبرها على دخول هذا المجال

البعد الإنساني في القرآن 14

أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ ﴿63﴾ يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ ﴿64﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ﴿65﴾ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ ﴿66﴾ التوبة

تأملات في الآيات

أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ

يخبرنا الله أن هناك من يعادي الله ورسوله علانية, ويتوعده الله بالعذاب الشديد

جاءت الآية بصيغة الاستنكار والاستغراب, أي بمعنى: هل يجهل هؤلاء أن ما يفعلوه من معاداة الله ورسوله يترتب عليه العذاب الشديد؟ أم أنهم يجهلون هذه العاقبة

.

يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ

سمى الله لنا هؤلاء المقصودين بالآية السابقة وأنهم المنافقون

من الواضح أن هؤلاء يعلمون أن النبي محمد صادق فيما يدعو إليه, ويعلمون ان الله يخبره بما تكنه صدورهم من عداوة, ولذلك يخاف هؤلاء المنافقون من نزول القرآن, لأنه سيفضح ما تكنه صدورهم

يستهزئ المنافقون بالله ورسوله ولا يخشون من الرقابة الدينية, ولهم مطلق الحرية بالتعبير عن أفكارهم الدينية ونقدهم لأي دين

.

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ

يصرح المنافقون علانية أنهم يسخرون من الله ورسوله ويحادونهما ولا يخشون أحدا في التعبير عن آرائهم الدينية

وعندما يسألهم النبي محمد عن سبب عدائهم وسخريتهم من كل ما هو ديني يجيبون: أنهم كانوا يشعرون بالملل فقرروا اللعب وتقضية الوقت في اللهو والمزاح

لم يجد هؤلاء شيئا يمزحون ويلهون به سوى شعائر الدين وأحكام الله وآياته ودينه

.

لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ

يعتذر هؤلاء للنبي عن سخريتهم وعدائهم لله ورسوله

يخبرهم الله أنهم قد ارتكبوا إثما عزيما بسخريتهم وعدائهم لله ولرسوله

يخبر الله نبيه أن الله قد يعفو عن هؤلاء الساخرين المستهزئين بالدين, لكنه لن يعفو مطلقا عن المجرمين المفسدين في الأرض

يخبرنا الله أن الحرية الدينية شيء مقدس, وأن حرية النقد وحتى السخرية والاستهزاء مباحة للجميع, وقد يعفو الله هن الجميع, وقد ترك هذا الباب مفتوحا ولم يقرر أنه سيعفو, وفي هذا تحذير خفي لهؤلاء لعدم التمادي في السخرية والاستهزاء

أما المجرمين المفسدين في الأرض فالعذاب الشديد ينتظرهم بلا شك يوم يلقون الله

العذاب المقرر والمتوقع لهؤلاء المنافقين هو في يوم القيامة فقط, أما في الدنيا فلا يوجد أي رقابة على حرية التفكير والنقد والضمير

لم يأمر الله نبيه بإيقاع أي عقوبة على من يعادي الله ورسوله علانية ويسخر من كل ما هو ديني, فحرية الضمير والتفكير هي حرية مقدسة في القرآن

الصيام في القرآن

الصيام في القرآن

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿184﴾ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿185﴾ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴿186﴾ البقرة

تأملات في الآيات

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ

يخاطب الله المؤمنين بأنه قد أباح لهم الصيام وأذن لهم بتلك العبادة

عبادة الصيام هي ليست عبادة مختصة بالمؤمنين, لكنها عبادة شملت أمما كثيرة من قبل

غاية الصيام هي التقوى, وعلى الصائم أن يلاحظ ذلك دائما

.

أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ

أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ: للصوم أياما معدودة ومحددة, فمن لم يستطع الصوم في هذه الأيام, فبإمكانه الصيام في أياما أخرى

وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ: على القادرين على الصيام كذلك دفع فدية إن استطاعوا ذلك, فبذل الطعام في أيام الصوم من قبل الصائمين هي من الأشياء التي يرغبنا الله بها

وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: يخبرنا الله أن في الصوم فوائد متعددة وأن في الصوم خير كثير, وبهذه الكلمات يرغبنا الله ويحثنا على الصوم

وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ: يخبرنا الله أن الصوم ليس بواجب محتوم وفرض واجب, فمن لم يصم الآن بسبب السفر أو المرض, فبإمكانه الصوم في وقت آخر

الصيام عبادة مختصة بالرجال فقط وليست عامة لكل الناس, فالله قد استثنى من هذه العبادة فقط المرضى والمسافرين

لا تشمل هذه العبادة النساء, لأن الله لم يستثنى النساء الحوامل والمرضعات واللواتي في وقت الحيض من عبادة الصيام

وجدنا في قوله تعالى: كتب عليكم القتال وهو كره لكم , أن المقصود هنا هو الرجال القادرين على القتال والراغبين به فقط, ولا يشمل جميع المؤمنين والمؤمنات

في هذه الآيات كذلك: يشمل الخطاب هنا فقط المؤمنين القادرين على الصيام والراغبين فيه, ولا يشمل كل مؤمن ومؤمنة

راجع مقال: لفظ (كتب عليكم) في القرآن

.

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ: يبين الله لنا أن الأيام المعدودة للصيام هي أيام شهر رمضان

يبين الله لنا فضائل شهر رمضان والخير الواقع فيه

فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ: على القادرين على الصيام والراغبين فيه معرفة زمان دخول شهر رمضان ليباشروا الصيام

من أراد الصيام وشهد هلال رمضان فعليه أن يباشر الصوم, ومن كل له عذر من مرض أو سفر فبإمكانه الصوم في أيام أخرى, ولن تفوته بركة وخيرات عبادة الصوم

وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ: يبين الله لنا للمرة الثانية أن الذين أبيحت لهم عبادة الصوم هم الرجال فقط, وأما النساء فهن غير مخاطبات اطلاقا بهذه الآيات ولا تشملهم ابدا

لم تستثن الآيات النساء الحوامل والمرضعات واللاتي في الحيض, وهذا تأكيد للمرة الثانية أن النساء غير مخاطبات بهذه الآيات

يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ: يريد الله بالمؤمنين القادرين على الصيام اليسر ولا يريد بهم العسر وإهلاك أنفسهم, فغاية الصيام هي التقوى وليست إتعاب النفس وإهلاكها

وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ: يخبر الله المؤمنين الصائمين أن عليهم ذكر الله كثيرا لما من عليهم من إباحة هذه العبادة لهم

.

نتائج

الصيام عبادة خاصة بالذكور القادرين على الصيام والراغبين فيه, والنساء غير مخاطبات وغير مشمولات بهذه الآيات

وقت الصيام هو شهر رمضان, ومن أراد الصوم فعليه معرفة وقت دخول هذا الشهر المبارك

يستحب في وقت الصيام فعل الخير وتوزيع الصدقات من قبل الصائمين, وذلك في حالة كونهم يستطيعون الصيام

عندما يصوم الإنسان عن الطعام ويقوم في الوقت نفسه بتوزيعه على غيره من غير الصائمين, فقد حقق هذا الصائم غايات عظمى تسمو بالنفس البشرية إلى غايات سامية, وهي أن تعطي غيرك ما تطلبه نفسك أنت وتحتاج إليه

غاية الصوم هي التقوى والسمو بالنفس وتهذيبها, ويجب أن تكون هذه الغاية حاضرة دوما في قلب وعقل الصائم

من لا يستطيع استحضار هذه الغايات السامية النبيلة فعليه أن لا يباشر عبادة الصوم

لفظ (كتب عليكم) في القرآن

لفظ (كتب عليكم) في القرآن

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى ۖ الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَىٰ بِالْأُنْثَىٰ ۚ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ ۗ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿178﴾ وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿179﴾ البقرة

يخبرنا الله في هذه الآيات أن القصاص مباح لنا إن أردنا القصاص من القتلة

وفي حالة العفو من أهل القتيل وولي الدم فلا يجب القصاص

يحمل لفظ كتب هنا معنى إباحة القصاص لمن أراد القصاص, ويحق للناس أن لا يقتصوا من القتلة ويحق لهم أن يعفو أو يقبلوا الدية

لا يحمل لفظ كتب هنا معنى وجوب القصاص

من لم يقتص فلا إثم عليه ولا عذاب, بل قد يكون ذلك من الأعمال الجيدة التي يتقرب بها الإنسان إلى الله

.

كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ ۖ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ﴿180﴾ البقرة

يخبرنا الله في هذه الآيات أن كتابة الوصية للوالدين والأقارب مباحة لمن أراد

لا يحمل لفظ كتب هنا معنى وجوب كتابة الوصية للأقارب

من لم يكتب وصيته للأقارب والوالدين فلا إثم عليه, فالآية أباحت هذا الأمر

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿183﴾ البقرة

يخبرنا الله أنه قد أباح لنا عبادة الصيام وجعلها من القربات

عبادة الصيام كانت عبادة موجودة سابقة لدى كل الأمم

من لم يصم فلا إثم عليه, ومن صام لله فقد تقرب إليه بالعبادة وسار على درب المتقين

الصوم عبادة متاحة لمن أرادها وليست واجبة على كل أحد

.

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿216﴾ البقرة

أباح الله لهذه الأمة القتال في هذه الآية

من المعلوم أن القتال لا يقع إلا على الرجال القادرين على القتال والراغبين فيه

لا يجب القتال على النساء والأطفال والغير قادرين على القتال والعجزة

جاء لفظ كتب شاملا لكل المخاطبين, لكنه في الحقيقة يشمل فقط الرجال القادرين والراغبين بالقتال

لفظ كتب هنا حمل معنى إباحة القتال لمن أراد القتال وكان قادرا عليه

.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ۖ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ ﴿246﴾ البقرة

طلب بنو إسرائيل من نبيهم أن يأذن لهم بالقتال فقالوا: ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ

فخاطبهم نبيهم ورد عليهم: قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا, أي بمعنى: قد نأذن لكم بالقتال, لكن هل أنتم حقا مستعدون للقتال

رد بنو إسرائيل على نبيهم: وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا

يخبرنا الله أنه عندما أذن لهم بالقتال تولوا ولم يقاتلوا حق القتال فقال تعالى: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ, أي فلما أذنا لهم بالقتال, لم يقاتل إلا القليل منهم

ورد لفظ كتب في هذا الموضع مرتين, وفي تلك المرتين حمل معنى إباحة القتال والإذن فيه

.

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَىٰ طَائِفَةً مِنْكُمْ ۖ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ۖ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ ۗ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لَا يُبْدُونَ لَكَ ۖ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا ۗ قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ ۖ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿154﴾ آل عمران

يحدثنا الله عن طائفة من المؤمنين ليس لديها رغبة بالقتال, ويبحثون عن الأعذار حتى يتهربوا من القتال

يخبر الله هؤلاء الغير راغبين بالقتال: أن أعمار الناس مقدرة ومكتوبة, والقتال لا يقصر أعمار الناس إن كان الله قد كتب لهم طول العمر

ومن قدر الله عليه الموت في يوم معين, سيموت حتى لو كان في فراشه أو في ساحات القتال

قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ: أي من قدر عليه الموت أو القتل فسيموت أيا كان مكانه

حمل لفظ كتب معنى: قدر عليه, أو حان أجل موته

.

نتائج

في كل المواضع التي ورد فيها لفظ كتب وجدنا أن اللفظ يحمل معنى الإباحة وجواز فعل الشيء

لم يحمل فعل (كتب) أبدا معنى الفرض والواجب على كل شخص

لا يترتب على عدم (القصاص أو القتال أو كتابة الوصية أو الصيام) أي عقوبة من الله تعالى

وجدنا أن الله كتب القصاص علينا, لكن العفو والإحسان أفضل من القصاص

الإيمان 5

الإيمان 5

.

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٠﴾ النحل

.

هنا تشنيع واضح على من لا يؤمن بالآخرة , و أن لهم مثل السوء

لم يذكر الله شيئا عن الإيمان سوى إنكارهم لليوم الآخر

لم يذكر الله إنكار هؤلاء للكتب السماوية و الرسالات و الأنبياء و غير ذلك

.

وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٠﴾ الإسراء

.

هناك عذاب أليم لمن لا يؤمن بالآخرة

لم يذكر الله إنكار هؤلاء للكتب السماوية و الرسالات و الأنبياء و غير ذلك , بل نبه إلى أن سبب دخولهم العذاب الأليم هو إنكارهم للآخرة

.

وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴿٧٤﴾ المؤمنون

.

من لا يؤمن بالآخرة هم أناس ضالون عن الصراط المستقيم

.

طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ﴿1﴾ هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿٤﴾ النمل

.

القرآن هو كتاب عظيم , وهو هدى و بشرى للمؤمنين

صفات المؤمنين هؤلاء : وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ

الأعمال الصالحة التي يقوم بها هؤلاء المؤمنون : يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ

من ينكر الآخرة : زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ

لم يرد في هذه الايات اي إشارة لشيء آخر سوى الإيمان بالآخرة

من الواضح أن هؤلاء أشخاص مؤمنون بالله , لكن لديهم مشكلة مع الآخرة و لا يؤمنون بها

لم تعلق الايات على موضوع الإيمان بالقضاء و القدر و الإيمان بالنبوة و الرسالات و غير ذلك

.

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿6﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴿7﴾ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ۗ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ﴿٨﴾ سبأ

.

نبه الله أن هؤلاء الأشرار لا يؤمنون بالآخرة

لم يذكر الله أنهم لم يؤمنوا بالرسالات و لا الأنبياء و لا الكتب و غير ذلك , بل ذكر فقط الآخرة

ذكر الله بعض ذنوب هؤلاء فقال: أنهم يتهمون النبي في عقله أو دينه

لن يعذب الله هؤلاء لأنهم اتهموا النبي في عقله و دينه , بل لأنهم أنكروا الآخرة فقط

.

فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿19﴾ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿20﴾ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴿٢١﴾ سبأ

.

يختبر الله الناس بشيء واحد  , وهو إيمانهم باليوم الآخر

لا يسأل الله الناس عن إيمانهم بالأنبياء أو الرسالات أو الكتب السماوية

.

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴿6﴾ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٧﴾ فصلت

.

يهدد الله المشركين بالويل و العذاب الأليم

سبب هذا العذاب الذي يلحق المشركين هو كفرهم بالآخرة

ومن الذنوب التي يفعلونها: عدم دفعهم للزكاة

لم يذكر الله عن هؤلاء المشركين كفرهم بالأنبياء و الرسالات و الكتب السماوية

.

إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى ﴿٢٧﴾ النجم

.

إحدى العظائم التي يفعلها هؤلاء الناس , أنهم يسمون الملائكة تسمية الإناث

هؤلاء الناس لا يؤمنون بالآخرة

لم يذكر الله عنهم شيئا سوى كفرهم بالآخرة

من الواضح كون هؤلاء مؤمنين بوجود الله , فهم يعلمون بوجود ملائكة , لكنهم يجعلون الملائكة إناثا و أحيانا يجعلونها بنات لله

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمر واحد فقط في موضوع الإيمان, وهو الإيمان اليوم الآخر

من مجمل الايات يلاحظ الإنسان كون هؤلاء في الغالب مؤمنون بالله لكنهم منكرون لليوم الآخر

لم يذكر الله في كل هذه الآيات إنكار هؤلاء و كفرهم بالأنبياء و الرسل و الكتب السماوية و غير ذلك , بل ذكر فقط الآخرة

يذكر الله دوما إنكارهم للآخرة , لكنه في كل مرة ينبهنا إلى الأعمال السيئة التي ارتكبها هؤلاء حتى نتجنب المصير الذي وصلوا إليه

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء , قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح

الإيمان 4

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ ﴿٣٣﴾ المؤمنون

.

نبهت الآية هنا إلى عظيم إنكار اليوم الآخر

لم تذكر الآية شيئا آخر في موضوع الإيمان سوى الإيمان باليوم الآخر

.

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴿91﴾ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴿٩٢﴾ الأنعام

.

من يؤمن بالآخرة يعلم أن القرآن منزل من عند الله

أما الذين لا يؤمنون بالآخرة فينكرون أن يكون القرآن من عند الله

لا يوجد شرط في هذه الآية سوى الإيمان باليوم الآخر

.

وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ۚ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ ۖ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ ﴿112﴾ وَلِتَصْغَىٰ إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ ﴿113﴾ الأنعام

.

يخبرنا الله عن شياطين الإنس و الجن , و أنهم أعداء الأنبياء

يصف الله من يستمع لهؤلاء الشياطين بأنهم لا يؤمنون بالآخرة

الإيمان بالآخرة هو شيء عظيم , و لذلك نبه الله عليه , ولم يذكر معه شيئا آخر

.

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿44﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ﴿45﴾ الأعراف

.

وصفت الآية أصحاب النار أنهم كانوا يكفرون بالآخرة , ولم تذكر إنكارهم و كفرهم بأي شيء آخر

لم تذكر الاية كفرهم بالله أو بالقرآن أو بالنبي محمد أو بالرسالات و الأنبياء

السبب الوحيد لكون هؤلاء في النار هو إنكارهم للآخرة

ذكرت الآية بعض المفاسد التي عملها هؤلاء في حياتهم فقالت: يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا

.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ۚ أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ ۚ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿18﴾ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿19﴾ هود

.

وصفت الآية هؤلاء الأشرار بأنهم كانوا يكفرون بالآخرة , ولم تذكر إنكارهم و كفرهم بأي شيء آخر

لم تذكر الاية كفرهم بالله أو بالقرآن أو بالنبي محمد أو بالرسالات و الأنبياء

السبب الوحيد لكون هؤلاء في النار هو إنكارهم للآخرة

ذكرت الآية بعض المفاسد التي عملها هؤلاء في حياتهم فقالت: كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ  . و يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا

لم تذكر الاية كونهم كذبوا بالله و أنكروه , بل قالت كذبوا على ربهم , أي قالوا عنه أقوال لم يقلها , و نسبوا إليه أفعال لا يرضى عنها

.

إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ۚ فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ ﴿٢٢﴾ النحل

.

وصفت الآية هؤلاء الناس بأنهم لا يؤمنون بالآخرة

من لا يؤمن بالآخرة : قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ

من الواضح أن هؤلاء مقرون بوجود الله , لكنهم منكرون للآخرة

لم تذكر الاية كفرهم بالله أو بالقرآن أو بالنبي محمد أو بالرسالات و الأنبياء

.

نتائج

لم يذكر الله في كل هذه الآيات إنكار هؤلاء و كفرهم بالأنبياء و الرسل و الكتب السماوية و غير ذلك , بل ذكر فقط الآخرة

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمر واحد فقط في موضوع الإيمان, وهو الإيمان اليوم الآخر

من مجمل الآيات يلاحظ الإنسان كون هؤلاء في الغالب مؤمنون بالله لكنهم منكرون لليوم الآخر

يذكر الله دوما إنكارهم للآخرة , لكنه في كل مرة ينبهنا إلى الأعمال السيئة التي ارتكبها هؤلاء حتى نتجنب المصير الذي وصلوا إليه

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء , قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح

الإيمان 3

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴿٤٤﴾ التوبة

.

المؤمنون الحقيقيون لا ينتظرون إذن أحد كي يجاهدوا في سبيل الله

الشروط الأساسية حتى يكون الإنسان مؤمنا هي : الإيمان بالله و اليوم الآخر

ذكر الله بعض الأعمال الصالحة التي فعلها المؤمنون: يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ

.

إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ ﴿٤٥﴾ التوبة

.

بعض الناس يستأذن النبي لفعل بعض الخيرات و الجهاد في سبيل الله

يخبر الله نبيه: أن من يستأذن ليفعل الخير هو شخص غير مؤمن بالله و اليوم الآخر

لم يذكر الله سوى هذين الشرطين في تمييز المؤمن من غير المؤمن

.

وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ۚ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ ۚ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٩٩﴾ التوبة

.

هناك من الأعراب أناس مؤمنون , وقد أشار الله إلى إيمانهم فقال : يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

لم يذكر الله شيئا سوى هذين الشرطين في الإيمان

ذكر الله بعض الأعمال الصالحة التي يفعلها هؤلاء المؤمنون من الأعراب وهي : وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ , أي ينفقون في سبيل الله

.

لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾ المجادلة

.

من صفات المؤمن الحقيقي أنه لا يواد و لا يحب من يعادي الله و رسوله

حتى يكون الإنسان مؤمنا فعليه أن يؤمن بشيئين فقط: بالله و اليوم الآخر كما ورد في الاية

.

فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴿٢﴾ الطلاق

.

تتحدث الآية عن العلاقة مع النساء ووجوب حسن التعامل معهن

لا يحسن العلاقة في الطلاق إلا الإنسان المؤمن , الذي يؤمن بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

لم تذكر الآية أي شرط آخر حتى يكون الإنسان مؤمنا

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمرين رئيسيين في موضوع الإيمان فقط , وهما الإيمان بالله و اليوم الآخر

يذكر الله دوما هذين الشرطين , لكنه في كل مرة ينبهنا إلى أحد الأعمال الصالحة المهمة و التي يجب أن يتحلى بها المؤمن

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء , قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح

الإيمان 2

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة.

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴿٣٧﴾ وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا ﴿٣٨﴾ النساء

.

هذه الآيات تتحدث عن الإنفاق في سبيل الله

ذكرت الآيات شرطين في موضوع الإيمان فقط وهما , الإيمان بالله و اليوم الآخر

.

وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيمًا ﴿٣٩﴾ النساء

.

تتحدث الآيات هنا كذلك عن أدب الإنفاق في سبيل الله

اشترطت الآيات في موضوع الإيمان شرطين فقط هما , الإيمان بالله و اليوم الآخر

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾ النساء

.

تأمر الآيات المؤمنين بطاعة الله و رسوله  و أولي الأمر

وفي حال التنازع حول أمر ما فعليهم أن يردوا الأمر لله و لرسوله , في حال كانوا حقا مؤمنين

اشترطت الآية شرطين فقط في كون الإنسان مؤمنا وهما : الإيمان بالله و اليوم الآخر

.

فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا ﴿١٦٠﴾ وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٦١﴾ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿١٦٢﴾ النساء

تتحدث الآية عن الإيمان بالله و ما أنزل من الكتب السماوية

تقول الآية : أن الراسخون في العلم من اليهود و المؤمنون من المسلمين أتباع النبي محمد , يؤمنون بالكتب السماوية كلها , التوراة و الإنجيل و القرآن , أي بمعنى يصدقون و يعتقدون أنها من عند الله و لا يكذبون أحدها

الذين يقيمون الصلاة من اليهود و الذين يؤتون الزكاة من اليهود و الذين يؤمنون بالله و اليوم الآخر من أتباع النبي محمد : لهم أجر عظيم

اشترطت الآية في موضوع الإيمان شيئين فقط هما : الإيمان بالله و اليوم الآخر

.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٩﴾ المائدة

.

ذكر الله في هذه الآية عدة طوائف وهي : المؤمنون المسلمون , اليهود , النصارى, الصابئين

ذكر الله : أن من آمن بالله و اليوم الآخر فهو من الناجين , بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها

نبه الله هنا إلى العمل الصالح عموما , ولم يذكر عملا محددا

من يؤمن بالله و اليوم الآخر و يعمل صالحا : فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

.

إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴿١٨﴾ التوبة

.

تتحدث الآية عن عمارة المساجد , و أن من يبنيها يجب أن يكون ممن آمن بالله و اليوم الآخر

لم يرد أي شؤط آخر في موضوع الإيمان

ورد التنبيه على بعض الأعمال الصالحة وهي: وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ

من آمن بالله و اليوم الآخر وعمل هذه الأعمال الصالحة , فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ

.

أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٩﴾ التوبة

.

بعض الناس يظن أن سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام هو عمل جليل

ينبهنا الله لأمر أهم وهو : أن الإيمان بالله و اليوم الآخر و الجهاد في سبيله أعظم من كل ذلك

لم يشترط الله في موضوع الإيمان سوى : الإيمان به و باليوم الآخر

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمرين رئيسيين في موضوع الإيمان فقط , وهما الإيمان بالله و اليوم الآخر

يذكر الله دوما هذين الشرطين , لكنه في كل مرة ينبهنا إلى أحد الأعمال الصالحة المهمة و التي يجب أن يتحلى بها المؤمن

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء : قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح

الإيمان 1

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة.

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾ البقرة

.

ذكر الله في هذه الآية عدة طوائف وهي : المؤمنون المسلمون , اليهود , النصارى, الصابئين

ذكر الله : أن من آمن بالله و اليوم الآخر فهو من الناجين , بغض النظر عن الطائفة التي ينتمي إليها

نبه الله هنا إلى العمل الصالح عموما , ولم يذكر عملا محددا

من يؤمن بالله و اليوم الآخر و يعمل صالحا : فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

.

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿١٢٦﴾ البقرة

.

دعى إبراهيم ربه أن يجعل هذا البلد آمنا و أن يرزق من آمن بالله و اليوم الآخر فقط

من آمن بالله و اليوم الآخر فهو من المؤمنين الصالحين الناجين يوم القيامة

.

وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ۗ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴿٢٣٢﴾ البقرة

.

يأمر الله المؤمنين ببعض الأمور المتعلقة بالطلاق , و يقول أن هذه الموعظة لمن آمن بالله و اليوم الآخر

لم يذكر الله أي شيء آخر متعلق بموضوع الإيمان

من يؤمن بالله و اليوم الآخر لا يعضل نساءه

.

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٢٢٨﴾ البقرة

.

هذه الآية تتعلق بموضوع الطلاق , وهي تخص النساء و طريقة تعاملهن مع موضوع الطلاق

اشترط الله في إيمان المؤمنات شيئين فقط : الإيمان بالله و اليوم الآخر

من تؤمن بالله و اليوم الآخر لا تخفي مافي بطنها من حمل

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴿٢٦٤﴾ البقرة

.

تتحدث الآية عن أدب الإنفاق في سبيل الله

تنهى الآية المؤمنين أن يكونوا مثل الذين لا يؤمنون بالله و اليوم الآخر في موضوع الإنفاق و الرياء

لم يورد الله سوى الإيمان بالله و اليوم الآخر شرطا لمعرفة الإنسان المؤمن من غير المؤمن

.

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ البقرة

.

بعض الناس يتلبسون بلباس الإيمان و يزعمون أنهم مؤمنين

قالوا أنهم يؤمنون بالله و اليوم الآخر , لكن الله نفى عنهم الإيمان , ووصفهم بأنهم مجرد مخادعين

للتمييز بين المؤمن و غير المؤمن في زمن نزول الآية كان هناك شرطان فقط هما: الإيمان بالله و اليوم الآخر

.

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿١١٣﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿١١٤﴾ آل عمران

.

يحدثنا الله عن أهل الكتاب , و أنهم ليسوا سواء , فبعضهم مؤمنون : يؤمنون بالله و اليوم الآخر فقط

ذكر الله هنا بعض أعمالهم الصالحة فقال: يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ

مصير هؤلاء المؤمنين من أهل الكتاب : وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمرين رئيسيين في موضوع الإيمان فقط , وهما الإيمان بالله و اليوم الآخر

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء : قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح

لفظ ( القرآن ) في القرآن 2

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿58

الروم

ارتبط لفظ القرآن هنا باسم الإشارة هذا

هناك ما يشير لشخص النبي محمد عليه الصلاة و السلام : وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ

.

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ ﴿31

سبأ

ارتبط لفظ القرآن باسم الإشارة هذا

هناك ما يشير لشخص النبي في الآية : وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ

.

وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴿27﴾ قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿28

الزمر

ورد لفظ القرآن مرتين هنا , و في إحداها ارتبط مع اسم الإشارة هذا

.

وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿26

فصلت

ورد لفظ القرآن هنا مرتبطا باسم الإشارة هذا

.

وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ﴿7

الشورى

ورد لفظ القرآن هنا مرتبطا بما يشير لشخص النبي محمد

وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا

لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا

.

وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿31

الزخرف

ورد لفظ القرآن مرتبطا باسم الإشارة هذا

.

وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ ﴿29

الأحقاف

ورد لفظ القرآن مرتبطا بما يشير لشخص النبي محمد: وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ

.

نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ ﴿45

ق

ورد لفظ القرآن مرتبطا بما يشير لشخص النبي محمد

وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ

فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ

.

لَوْ أَنْزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴿21

الحشر

ورد لفظ القرآن مرتبطا باسم الإشارة هذا

ورد لفظ القرآن بما يشير لشخص النبي محمد: لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ

.

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ﴿1﴾ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿2﴾ نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا ﴿3﴾ أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿4﴾ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿5

المزمل

ورد لفظ القرآن بما يشير لشخص النبي محمد

يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ

قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا

نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا

أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا

إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا

.

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا ﴿23﴾ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا ﴿24

الإنسان

ورد لفظ القرآن مرتبطا بما يشير لشخص النبي محمد

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ

فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ

وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا

.

نتائج

في اللغة العربية لدينا صيغتان لاسم الإشارة: هذا للقريب , و ذلك للبعيد

عندما يرد لفظ القرآن مرتبطا باسم الإشارة , فإنه يرد دوما مع اسم الإشارة هذا , ولم يرد ولا مرة مع اسم الإشارة ذلك

لفظ القرآن يرد في حالات كثيرة مرتبطا بما يشير لشخص النبي محمد صلى الله عليه و سلم