تبرعات رمضان 2022 للمسلمين المحتاجين

في الأيام الماضية كنت جالسًا على الإفطار ولم أكن أعرف ماذا آكل

ليس لأنني لا أملك شيئًا ، ولكن لأنه كان كثيرًا جدًا

وبعد بضعة لقيمات كنت أشعر بالشبع

ولكن بالنسبة للعديد من المسلمين في أنحاء العالم ، فإن الأمر ليس كذلك ، فهم سيكونون سعداء جدا عندما يحصلون على وجبة إفطار لأطفالهم

من فضلك دعنا نساعد هؤلاء المسلمين المحتاجين

الرجاء المشاركة والتبرع

بالنسبة لهذه الحملة ، يرجى الإشارة إلى „رمضان 2022“. ( يمكننا أيضًا إصدار إيصالات رسمية للتبرعات النقدية والعينية )

كيف تعامل الصحابة الكرام مع أوامر القرآن-موالاة الكفار نموذجا

كيف تعامل الصحابة الكرام مع أوامر القرآن 1

موالاة غير المؤمنين نموذجا

لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ

سورة آل عمران

يأمر الله المؤمنين هنا بعدم موالاة الكفار و جعلهم أصدقاء و خلانا و أصحابا

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿118﴾ هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

سورة آل عمران

يأمر الله المؤمنين مرة ثانية بعد اتخاذ غير المؤمنين أصدقاء و أحبابا

يخبر الله المؤمنين أن غير المؤمنين لا يحبونهم , مع أن المؤمنين يحبون الكفار

وهذا تنبيه و أمر للمؤمنين للمرة الثانية بعدم اتخاذ الكفار أصحابا و أحبابا

.

وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا

سورة النساء

يأمر الله المؤمنين بعدم اتخاذ الكفار أولياء

وهذا تنبيه للمرة الثالثة بعدم اتخاذ الكفار أولياء , وقد اشترطت الآيات و سمحت للمؤمنين باتخاذ الكفار أولياء إذا هاجروا

لم تشترط الايات على الكفار الإسلام , بل اشترطت الهجرة , فمن هاجر يمن الكفار إلى بلاد الإسلام يجوز اتخاذ وليا و صاحبا و صديقا

.

الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا

سورة النساء

هنا تشنيع من الله على المؤمنين الذين يتخذون الكفار أولياء من دون باقي المؤمنين

هذا هو التنبيه الرابع على موضوع عدم تولي الكفار و محبتهم و صداقتهم

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا

سورة النساء

يأمر الله المؤمنين بعدم اتخاذ الكفار أولياء, وهذا هو التنبيه الخامس في هذا الباب

يهدد الله المؤمنين بأنهم إذا استمروا على هذا الوضع في موالاة الكفار , فسيصبح من الوارد جدا حلول عذاب من الله عليهم

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٥١﴾ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ

سورة المائدة

يأمر الله المؤمنين بعدم اتخاذ اليهود و النصارى أولياء , وهذا هو التنبيه السادس للمؤمنين بعدم اتخاذ غير المؤمين أولياء

لابد من التذكير أن سورة المائدة قد نزلت على رسول الله قبل وفاته بثلاثة أشهر , وهذا يعني أن المؤمنين لغاية وفاة النبي كانوا يتخذون الكفار و غير المسلمين أولياء

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

سورة المائدة

هذا هو التنبيه السابع للمؤمنين بعدم موالاة الكفار ومن يستهزئ بدينهم علانية

لابد من التذكير أن سورة المائدة قد نزلت على رسول الله قبل وفاته بثلاثة أشهر , وهذا يعني أن المؤمنين لغاية وفاة النبي كانوا يتخذون الكفار و غير المسلمين أولياء

تشير الاية أن صحابة رسول كانوا يتخذون المستهزئين بدين الله أولياء

.

تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ﴿٨٠﴾ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ

سورة المائدة

هذا هو التنبيه الثامن للمؤمنين بعدم تولي الكفار , و أن من يفعل ذلك من المؤمنين فإيمانه غير صحيح مئة بالمئة

نعيد التذكير بأن هذ الآية هي من سورة المائدة التي نزلت على رسول الله قبل وفاته بثلاثة أشهر

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

سورة التوبة

يأمر الله المؤمنين للمرة التاسعة بعدم موالاة الكفار ولو كانوا أقرباءهم

الآية من سورة التوبة وهي مما نزل على رسول الله عام غزوة تبوك 9 للهجرة, أي قبل وفاته بسنة ونيف

.

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

سورة المجادلة

يصف الله مجموعة من المؤمنين تولت الكفار , والله يعلن البراءة من هؤلاء وموالاتهم للكفار , و أنهم لم يعودوا من صفوف الجماعة المؤمنة

هذا هو التنبيه العاشر للمؤمنين بعدم موالاة الكفار

.

لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ

سورة المجادلة

مازال هناك مؤمنين يوالون الكفار و يحبونهم

هذا هو التنبيه الحادي عشر للمؤمنين بعدم اتخاذ الكفار أولياء

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ ۙ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي ۚ تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ

سورة الممتحنة

هذا هو التنبيه الثاني عشر المؤمنين بعدم اتخاذ الكفار أولياء

هؤلاء الصحابة يحبون من عادى الله و رسوله

.

إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

سورة الممتحنة

هذا هو التنبيه الثالث عشر للمؤمنين بعدم اتخاذ الكفار أولياء

وهؤلاء المؤمنين يوالون و يحبون من قاتلهم في الدين و أخرجهم من ديارهم

.

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ

سورة الممتحنة

هذا هو التنبيه الرابع عشر للمؤمنين بعدم اتخاذ الكفار أولياء

.

استنتاجات

هناك في القرآن آيات كثيرة تتحدث عن النهي عن موالاة الكفار , و اقتصرنا في هذا المقال على 14 آية في هذه الباب

يظهر ان الصحابة لم يتعاملوا مع هذه الأوامر على أنها فروض من الله يجب اتباعها بحذافيرها , بل اعتبروها مجرد توجيهات و نصائح غير ملزمة وغير واجبة التطبيق على انها فروض

لذلك كان يأتي التنبيه بشكل متكرر للمؤمنين : أيها المؤمنين : أنصحكم أن لا تتخذوا الكفرة أولياء , فهو أفضل لكم

لو كان الصحابة يعلمون أن هذه الايات هي أوامر لكان من الكافي مرة واحدة , ومن الممكن التذكير مرة اخرى بخطورة الأمر

يظهر أن مشكلة موالاة الصحابة للكفار كانت مشكلة دائمة , ولم تستطع عشرات الآيات أن تنهي هذه المشكلة , فقد لاحظنا أنه حتى وفاة الرسول كان هناك من الصحابة من يوالي الكفار

الاستهزاء بالدين – الاستهزاء بالأذان و الصلاة وعموم الدين

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿57﴾ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴿58﴾ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ

سورة المائدة

.

تأملات في الآيات

لا بد من التذكير هنا أن هذه الآيات من سورة المائدة , والتي هي آخر سورة نزلت على رسول الله قبل وفاته بثلاثة اشهر

وهذه الآيات تعطينا فكرة واضحة عن الحياة في المدينة المنورة و تركيبتها السكانية

ولا ننسى أن الرسول قبل وفاته كان لديه جيش و دولة و يحكم معظم الحجاز و اليمن بالشريعة الإسلامية , وهنا سنحاول معرفة كيف حكم النبي هذه الدولة و ماهي التوجيهات الربانية في هذا الباب

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

.

يأمر الله المؤمنين أن لا يتخذوا المستهزئين بالدين أصحابا و أحبابا , وهؤلاء المستهزئين هم من أهل الكتاب , يهود و نصارى , وكذلك يوجد مستهزئين من الكفار

تشير الآية لوجود يهود و نصارى وكفار في المدينة المنورة , يعيشون بسلام مع النبي و صحابته

هؤلاء اليهود و النصارى و الكفار يستهزئون بالدين الإسلامي علانية و في مدينة رسول الله , ولا يخافون من وقوع أي عقوبة بحقهم

الأمر الوحيد الذي ورد في هذه الآية تجاه هؤلاء المستهزئين , هو عدم اتخاذهم أصحابا و أحبابا و أولياء

.

وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ

.

عندما ينادي المؤذن للصلاة في مسجد رسول الله في المدينة المنورة , يشرع هؤلاء الكفار و اليهود و النصارى بالسخرية علانية من الصلاة الإسلامية , دون خوف من أي عقاب يحل بهم

يصف الله هؤلاء المستهزئين بأنهم قوم لا يعقلون

هؤلاء المستهزئين لا يخافون من دولة النبي و سلطته , ولا من جيشه و صحابته , ولا من أبي بكر و عمر بن الخطاب و غيرتهما على الدين , ومن الواضح جدا أنه لم تكن هناك قوانين تمنع السخرية من الدين في مدينة رسول الله و في زمن النبي

.

قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ

.

هنا توجيه إلهي لكيفية التعامل مع هذا الاستهزاء و السخرية من الدين و السخرية من شعائر الإسلام من أذان و صلاة

يأمر الله بمحاورة هؤلاء , و يأمر المؤمنين أن يناقشوا هؤلاء حول سبب سخريتهم و استهزائهم بالدين الإسلامي و الشعائر

لماذا أنتم ناقمون علينا أيها الناس؟

نحن نؤمن بالله مثلكم , ونؤمن بما أنزل علينا من قرآن , ونؤمن كذلك بالتوراة و الإنجيل و غيرها من كتب سماوية , ونحترم كل هذه الكتب ومافيها , فلماذا هذا الحقد و الكره منكم تجاهنا؟

نحن نلتزم كل الشعائر الدينية و نحترمها , بينما أنتم مقصرون مذنبون ( فاسقون ) فاسدون

هل سبب نقمتكم هو التزامنا بالدين و تفلتكم منه و عدم قدرتكم على الالتزام بالدين و شعائره؟

في الآية تصريح بصحة الكتب السماوية السابقة من توراة و إنجيل و غيرها , ولو كان المؤمنون يعتبرونها محرفة أو منسوخة , لصرحت الآيات بأن سبب تشنج هؤلاء من المؤمنين هو عدم اعتراف المؤمنين بالتوراة و الإنجيل الموجودة في زمن النبي , وأن المؤمنين يعتبرونها كتبا محرفة

لم يأمر الله المؤمنين هنا بقتل هؤلاء المستهزئين بالدين و شعائر الصلاة و الأذان , ولم يأمر بتغيير هذه المنكرات العلنية في مدينة رسول الله و بوجود صحابته الكرام

أمر الله المؤمنين فقط بعدم مجالسة هؤلاء المستهزئين و عدم اتخاذهم أصحابا و أحبابا و أولياء

من المؤكد أن هذا الاستهزاء هو منكر واضح لا يحتاج إلى دليل , ومع ذلك لم يأمر الله بتغييره , وهذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك , أن الأحاديث التي تتحدث و تأمر بتغيير المنكر هي أحاديث باطلة

من غير المعقول أن يأمر الله المؤمنين فقط بعدم اتخاذ المستهزئين أولياء و أحبابا  في القرآن , و يأمر النبي في الأحاديث بقتل المستهزئين

القول بأن النبي أمر بتغيير المنكر و أمر بعقوبة المستهزئين هو قول باطل , لأن معنى ذلك أن النبي يتخذ إجراءات و أوامر مضادة للقرآن , فالقرآن يأمر بالتسامح مع هؤلاء , و النبي يأمر بقمعهم و قتلهم

لم يرتب القرآن على المستهزئين بالدين عموما , و الأذان و الصلاة خصوصا أي عقوبة دنيوية , وكل العقوبات الواردة في الأحاديث و الفقه هي عقوبات مخالفة للقرآن وهي باطلة قطعا

الاستهزاء بالدين – الاستهزاء و السخرية من القرآن 1

بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿138﴾ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا ﴿139﴾ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا

سورة النساء

تأملات في الآيات

بداية لا بد من الإشارة إلى أن سورة النساء هي سورة مدنية , أي نزلت في المدينة بعد أن أسس النبي دولة , وكان لديه جيش و قوة قادرة على تغيير أي منكر في المدينة المنورة التي يعيش فيها النبي و صحابته الكرام

ومن المؤكد أن الصحابة الكرام كانوا يعيشون في المدينة المنورة و يرون ما يحدث فيها , ونحن في هذه الآيات سنحاول معرفة كيف كانت الحياة في هذه الفترة المباركة في مدينة رسول الله

بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

هناك منافقون يعيشون في المدينة المنورة , بجانب النبي و صحابته الكرام , وهؤلاء لهم أفعال شنيعة , تؤذي النبي و صحابته و الدعوة المباركة

ولذلك فالله يبشرهم بعذاب أليم يوم القيامة

الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا

مع وجود النبي والمؤمنين و دولته القوية , يبحث هؤلاء المنافقون عن العزة و القوة و السند و الدعم , فلذلك يلجؤون للكفار كي يجدوا عندهم العزة و القوة

لا يعجب المنافقون كل ما حدث و يحدث في المدينة , و ذهابهم للكفار و التماسهم العزة عندهم ليس سرا , بل شيء علني لا يخفيه هؤلاء المنافقون

يذكر الله هؤلاء أن العزة و القوة لله جميعا , و أن العزة و القوة الموجودة عند الكفار هي وهمية و ستزول قريبا

وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا

أحد أفعال المنافقين أنهم يجلسون مع الكفار , وخلال المجلس يتم الاستهزاء بآيات الله و القرآن

لابد من التذكير أن المنافقين يعيشون في المدينة و يجلسون مع الكفار , وهذا يؤكد وجود كفار حقيقيين في المدينة , ومن غير المعقول أن يذهب المنافقون إلى مكة للجلوس مع كفار قريش , الذين يستهزئون بالقرآن

يتحدث الكفار في مجالسهم علانية و يستهزئون بالقرآن دون خوف أو عقاب , و يجالسهم المنافقون كذلك دون خوف من عقاب دنيوي

لم يطلب الله من نبيه منع الاستهزاء بالقرآن , بل طلب من المنافقين أن لا يجلسوا مع الكفار فقط عندما يستهزئون بالقرآن

لم يرتب الله على الاستهزاء بالقرآن أي عقوبة دنيوية , بل توعد الكفار و المنافقين بالعذاب الشديد يوم القيامة

كان الكفار و المنافقون يعيشون في مدينة رسول الله و بين صحابته بكل حرية , و يمارسون كفرهم و استهزاءهم بالدين دون خوف من عقاب دنيوي يقع بهم

لم يأمر الله الصحابة الكرام بتغيير هذا المنكر الموجود في المدينة المنورة , و بالتالي : فالأحاديث التي تتحدث عن تغيير المنكر باليد أو القول أو القلب هي أحاديث باطلة لأنها تتعارض مع هذه الآيات , ولو كان تغيير المنكر واجبا لأمر الله بتغييره في هذه الآيات

لم يأمر الله نبيه و المؤمنين بتغيير هذا المنكر , بل أمر فقط باعتزال هذه المجالس التي يجري فيها الاستهزاء بالقرآن