البعد الإنساني في القرآن 15

الاعتراف بالآخر وخصوصيته

.

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿23﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ﴿24﴾ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿25﴾ السجدة

تأملات في الآيات

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ ۖ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ﴿23﴾ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ

يحدثنا الله هنا عن موسى وبني إسرائيل, وفي هذا الحديث نجد إشارات المديح والثناء لبني إسرائيل أي اليهود

فقد آتاهم الله التوراة هدى ونور فضلا منه عليهم, وقد جعل منهم أئمة يهدون بأمر الله

وصف الله بعض أئمة بني إسرائيل بالصبر والهداية

يعلمنا الله هنا الاعتراف بفضائل الآخرين المختلفين عنا وذكر حسناتهم, والتغافل عن سيئاتهم

.

إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

اختلف بنو إسرائيل فيما بينهم حول أمور دينية كثيرة وهو ما توضحه هذه الآية

يخبرنا الله أن نتجاوز هذه الأمور ولا نتدخل بها, فالله وحده هو الذي سيفصل في هذه الأمور يوم القيامة

في هذه الآيات بيان واضح من الله إلى الذين يتدخلون بالأمور الدينية الخاصة بالأديان الأخرى, وتحذير من الولوج في هذا الباب, فالفصل بين الأمم والخلافات الدينية هو من اختصاص الله وحده, ومن يتدخل في هذه الأمور فهو يتعدى على حدود الله

البعد الإنساني في القرآن 9

البعد الإنساني في القرآن 9

الحرية الدينية

وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ ﴿37﴾ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿38﴾ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿39﴾ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴿40﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ﴿41﴾ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴿42﴾ الزمر

تأملات في الآيات

وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ

يخبر الله نبيه أن هداية البشر هي شأن إلهي, وعلى النبي أن يؤدي مهمته بالتبليغ فقط

.

وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ

يناقش النبي غير المؤمنين بدعوة التوحيد نقاشا هادئا, ويطرح عليهم أسئلة بسيطة تحرك ما قلوبهم وعقولهم

يسألهم عن الآلهة التي صنعوها بأيديهم وتعبدوا لها, هل تستطيع هذه الآلهة جلب الخير ونفي الضر عن صاحبها؟ إن هي إلا حجارة وأخشاب ورسوم صنعوها لا تملك لنفسها ضرا ولا تنفعا, وبالتالي لن تملك لغيرها نفعا ولا ضرا

.

قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ ۖ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ, مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ

يخبر النبي هؤلاء المشركين أن يعملوا ما يستطيعون, وأن يسعوا جهدهم ويتسابقوا مع المؤمنين في العبادة

يوم القيامة سيتضح للجميع من هو المصيب في عبادته ومن هو المخطئ

لم يقل النبي لهؤلاء الناس أنهم ضالون مضلون وأنهم مخطئون فيما يعتقدونه, بل ترك الأمر معلقا وقال: فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (يوم القيامة) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ

يؤدبنا الله هنا بأدب الحوار مع المختلفين عنا في الأفكار والعبادات, ويعلمنا كيفية مناقشتهم

إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ

في نهاية هذا الحوار يؤكد الله على نبيه المهمة التي أوكله بها فيقول: لقد أنزلنا عليك الكتاب, وعليك تبليغ هذه الرسالة للناس جميعا, وعند هذا الحد تنتهي مهمتك, فمن اهتدى فقد نفع نفسه, ومن ضل فقد أتعب نفسه

وختام هذا المقطع هو قوله تعالى: وما أنت عليهم بوكيل, أي أنت لست بوكيلهم القانوني أو المحامي المدافع أو الشخص المسؤول عن تصرفاتهم

عليك يا محمد أن تؤدي مهمتك بالتبليغ, وما عدا ذلك – من هداية وضلال ومحاسبة الناس على معتقداتهم – فهو من اختصاص رب العالمين

لفظ الكتاب ومعانيه 4- معنى العقد و المدة و كتاب موجود عند الله لا نعلم ماهو و سجل أعمال الناس في الدنيا

وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا ۚ وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ

سورة البقرة.

.

تشرح الآية أحكام خطبة النساء أثناء العدة

يأمر الله المؤمنين أن لا يعقدوا العزم على النكاح حتى تنتهي المدة الزمنية المخصصة للعدة ( حتى يبلغ الكتاب أجله ).

لفظ الكتاب يشير إلى أجل و زمان محدد , متعلق بعدة النساء بعد وفاة أزواجهن

.

وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ۚ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ۚ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ

سورة الأنعام

يبين الله لنا أن كل حركة في السماء و الأرض , هي معلومة لديه

كل الدواب و البشر و الأمم معلومة عند الله و مقيدة في كتاب عنده

لفظ الكتاب يشير هنا , إلى سجل إلهي فيه كل المعلومات عن الأمم , من دواب و بشر

.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ﴿٣٨﴾ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ

سورة الرعد

لكل أجل كتاب: تعني لكل شيء وقت محدد ينتهي عنده

لفظ الكتاب هنا تشير إلى معنى الزمان المحدد

أم الكتاب : تشير إلى شيء رباني لا يعلمه إلا الله , فيه قضاء الله و أحكامه في خلقه , و الله يمحو من هذا الكتاب و يثبت ما يشاء

أم الكتاب: هو شيء رباني لا نعلم عنه شيء , يشبه السجل لمقادير كل شيء

.

وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا

سورة الإسراء

يبين الله لنا , أن لكل أمة من الأمم أجل تنتهي عنده , وهذا قضاء رباني على جميع الأمم

لا توجد أمة قد بقيت على مدار التاريخ , بل لا بد لها من دورة الحياة المتعلقة بالأمم , دور النشوء فالقوة فالضعف فالنهاية

هذه السنة الربانية في الأمم هو شيء مقيد عند الله في كتاب لا نعلم عنه شيء

الكتاب هنا تشير لشيء يشبه السجل , فيه السنن الربانية و القواعد التي تحكم هذا الكون , ومافيه لا يعلمه إلا الله

.

وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَاوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا

سورة الكهف

يوم القيامة يرى كل إنسان أعماله مقيدة في كتاب , لم ينقص منها ذرة , الأعمال الصالحة و الشريرة

سجل الأعمال هذا اسمه ( الكتاب ) , ومن سوء أعمال المجرمين , يتمنون أن لا يروا هذا السجل : الكتاب

.

ووَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴿٦٨﴾ َأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ

سورة الزمر

يوم القيامة يوضع سجل الأعمال الخاص بكل البشر , وهذا السجل يسميه القرآن : الكتاب

لفظ الكتاب هنا يشير إلى سجل الأعمال الخاص بالبشر , والذي يحصي عليهم أعمالهم كاملة

.

فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ ۚ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۚ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا

سورة النساء

الصلاة شيء لازم على كل مؤمن , و للصلاة أوقات محددة لا يصح تجاوزها

لفظ كتاب هنا تشير إلى معنى الالتزام الديني

كتاب تعني : ضرورة أداء الصلاة و أهميتها البالغة

.

لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

سورة الأنفال

لولا رحمة من الله بالمؤمنين , لمسهم عذاب أليم جزاء ما اقترفته أيديهم

ومن الممكن أن يكون لفظ الكتاب هنا يشير إلى قضاء رباني سابق , أن لا يعذب المؤمنين , ولذلك فقد تجاوز عن ذنبهم الحالي

لفظ كتاب هنا يشير لمعنى القضاء أو الرحمة

.

إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ

سورة المائدة

قرر الله يوم خلق السماوات و الأرض , أن السنة تحتوي اثنا عشر شهرا

هذا القضاء الإلهي مقيد و مسجل في كتاب عند الله , على أنه سنة إلهية تجري في هذا الكون

يحمل لفظ الكتاب هنا , السجل الإلهي الذي لا نعلم عنه  شيء , أو قد يحمل معنى السنن الربانية التي أودعها الله ووضعها في هذا الكون

.

يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا

سورة الإسراء

لفظ الكتاب هنا يشير لمعنى سجل الأعمال المتعلق بالبشر , و الذي تقيد فيه أعمالهم الصالحة و الشريرة

.

اذْهَبْ بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ

سورة النمل

لفظ الكتاب هنا يشير لمعنى الرسالة

لفظ الكتاب و معانيه 3 – معنى القرآن

لفظ الكتاب في القرآن – معنى القرآن

ورد لفظ الكتاب في القرآن بعدة معاني , وسنحاول في هذه المقالات ضبط هذه المعاني

الم (1) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ (3) مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَأَنزَلَ الْفُرْقَانَ ۗ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ

سورة آل عمران

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام

أنزل الله عليه الكتاب ( القرآن )

مهمة هذا الكتاب أن يصدق التوراة و الإنجيل

هذا الكتاب لا ينفي التوراة و الإنجيل و لا ينسخهما و لا يلغيهما , بل هو مصدق فقط

.

إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6) هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7) رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ

سورة آل عمران

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام

فقد أنزل الله عليه الكتاب ( القرآن )

لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن

.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا ۚ وَإِن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِن قَبْلُ ۚ وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا

سورة النساء

الخطاب في هذه الآيات موجه للمؤمنين : يا أيها الذين آمنوا

تأمر الآيات المؤمنين بالإيمان بكتابين , الأول : الكتاب الذي نزل على رسوله وهو ( القرآن ) , و الكتاب الذي نزل من قبل , وهو يحتمل عدة معاني: التوراة أو الإنجيل أو كتاب آخر لم يصلنا

لفظي الكتاب هنا حملا معنين : الأول هو القرآن , الثاني هو كتاب آخر لا نستطيع تحديده أو الجزم به

.

وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ

سورة المائدة

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام

أنزل الله إلى نبيه الكتاب ( القرآن ) , مصدقا لما بين يديه من الكتاب : الإنجيل أو التوراة

مهمة القرآن تصديق ما سبقه من الكتب , و ليس تكذيبها أو نسخها

لفظي الكتاب هنا حملا معنيين , الأول حمل معنى القرآن , و الثاني: حمل معنى كتاب آخر لا نستطيع الجزم به

.

وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا ۚ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ

سورة الأنعام

الخطاب هنا موجه للنبي محمد عليه الصلاة و السلام , وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا

هذا الكتاب أنزل على النبي محمد عليه الصلاة و السلام

لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن

.

ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ

سورة الأنعام

يخبر الله المؤمنين أنه أنزل عليهم كتابا , فيه الهدى و النور

يأمر الله المؤمنين باتباع هذا الكتاب ,أي القرآن

.

نتائج

هناك مواضع كثيرة في القرآن يشير فيها لفظ الكتاب إلى معنى القرآن , و توجد دوما ضمن الآيات إشارات تدل على أن المقصود هو القرآن , من مثل

أن يكون اللفظ مرتبطا بالنزول على النبي محمد

أن يرتبط لفظ الكتاب بضمائر الخطاب : عليك , إليك , و غير ذلك

لفظ الكتاب ومعانيه في القرآن 2- كتاب مقدس لا نعلم عنه شيء

لفظ الكتاب في القرآن – معنى ( كتاب مقدس لا نعلم عنه شيئا )

ورد لفظ الكتاب في القرآن بعدة معاني , وسنحاول في هذه المقالات ضبط هذه المعاني

إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (47) وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ

سورة آل عمران

.

تتحدث الآية هنا عيسى بن مريم و أمه مريم العذراء

علم الله نبيه : التوراة و الإنجيل و الحكمة و الكتاب

لا يمكن أن يحمل لفظ الكتاب هنا معنى القرآن , لأن القرآن تنزل بعد عيسى بمئات السنين

ورد في الآية لفظ التوراة و الإنجيل , و بالتالي فلفظ الكتاب لا يمكن أن يحمل معنى التوراة و الإنجيل

لفظ الكتاب هنا يشير إلى كتاب ما مقدس , كان معروفا و متداولا زمن البعثة النبوية , و كانت العرب تعرفه في الجزيرة العربية , وكان مقدسا لدى كل الفئات , وهذا الكتاب لا نعلم عنه شيئا

.

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۚ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) مَثَلُ مَا يُنفِقُونَ فِي هَٰذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ ۚ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَٰكِنْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

سورة آل عمران

.

تتحدث الآيات هنا عن ( الذين كفروا ) , أي الكفار من قريش و غيرهم

تنهى الآيات المؤمنين عن محبة الكفار و اتخاذهم أولياء

تصف الآيات المؤمنين بأنم يؤمنون بالكتاب كله , بينما الكفار لا يؤمنون بالكتاب كله , بل يؤمنون ببعضه

من المعلوم أن كفار قريش و غيرهم لا يؤمنون بكلمة واحدة من القرآن , فبالتالي لا يمكن بحال من الأحوال أن يكون لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن

ولفظ الكتاب هنا متعلق بالكفار , وهم يؤمنون بهذا الكتاب , ببعض أجزائه و يهملون بعضها الآخر , لكن هذا الكتاب يعتبر كتابا مرجعيا و مقدسا لدى الكفار

هنا لفظ الكتاب أيضا يحمل معنى ( كتاب مقدس ما , لانعلم عنه شيئا ) كان موجودا في جزيرة العرب زمن البعثة النبوية , وكان المؤمنون و الكافرون يعتقدون بقدسيته على حد سواء

.

لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (164) أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

سورة آل عمران

.

الحديث في هذه الآيات عن المؤمنين , وكيف بعث الله فيهم رسولا منهم

مهمة الرسول في المؤمنين هي التالي

يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ : أي يتلو عليهم القرآن

وَيُزَكِّيهِمْ : يزكي أنفسهم و يهذبها

وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ : لا يمكن أن يكون لفظ الكتاب هنا يحمل معنى القرآن , لأنه قد تم ذكره سابقا

وَالْحِكْمَةَ : و يعلمهم الحكمة و أصول التصرف في الأوقات الصعبة و وضع الأمور في نصابها

لو افترضنا أن الكتاب هنا يحمل معنى القرآن , لأصبحت الآية كالتالي

يَتْلُو عَلَيْهِمْ القرآن , وَيُزَكِّيهِمْ , وَيُعَلِّمُهُمُ القرآن , وَالْحِكْمَةَ

وهذا تكرار معيب  لا معنى له و بعيد كل البعد عن كلام العرب و أساليبها , ومن الممكن أن تصاغ الآية بهذا الأسلوب , لو كان المقصود بالكتاب القرآن

يَتْلُو عَلَيْهِمْ و يعلمهم القرآن , وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْحِكْمَةَ

لذلك فلفظ الكتاب ها يحمل ذات المعنى في الآيات السابقة , وهو أنه كتاب مقدس ما , لا نعلم عنه شيئا , كان موجودا في زمن البعثة النبوية , وكانت العرب كلها تقدسه , مؤمنها و كافرها

اكتفينا في هذا المقال ببعض الأمثلة للدلالة على هذا المعنى للفظ الكتاب , و يوجد في القرآن أمثلة كثيرة عن وجود هذا الكتاب الذي تؤمن به العرب كلها زمن البعثة النبوية , مؤمنها و كافرها

لفظ ( الكتاب ) في القرآن ومعانيه 1-معنى التوراة

لفظ ( الكتاب ) في القرآن بمعنى التوراة

يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ۖ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

سورة البقرة

الخطاب هنا موجه لبني إسرائيل , أي اليهود

يطلب الله من بني إسرائيل أن يؤمنوا بما أنزل الله من بعد التوراة

يأمر الله بني إسرائيل أن ينتبهوا لأنفسهم ولا يأمروا الناس بالبر و ينسوا أنفسهم , مع  العلم أنهم يقرؤون الكتاب – أي التوراة

اليهود لا يقرؤون أي كتاب آخر سوى كتبهم الدينية , و لا يعترفون بأي كتاب نزل بعد التوراة

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة ,  وقد ورد في سياق المديح و أنه كتاب محترم و معترف به

.

وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ (49) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ (50) وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَىٰ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52) وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

سورة البقرة

آتى الله نبيه موسى كتابا واحدا لا غير وهو التوراة

ورد لفظ الكتاب بمعنى التوراة هنا بسياق المديح و أنه سبيل للهداية لبني إسرائيل

.

أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ

سورة البقرة

مازال الحديث مستمرا في سورة البقرة عن اليهود

هناك الكثير من اليهود أميين , ومن غير اليهود أيضا أناسا أميين لا يعلمون شيئا عن الكتب الدينية

بعض اليهود يقومون بكتابة أشياء من عندهم , و يعرضونها على هؤلاء الأميين على أنها من كتاب الله ( التوراة ), و غايتهم من هذه الكتابات استغلال سذاجة هؤلاء الأميين و استغلال جهلهم بالدين ليقوموا باستغلالهم ماديا

يبيع هؤلاء المتعيشين من الدين هذه الكتابات على أنها قطع من التوراة , و أن فيها قضاء الحاجات و تيسير الأمور , مع أنها كلها من عقولهم المليئة بالخداع و الغش

يهدد الله هؤلاء الذين يفعلون ذلك , بالويل و العذاب الأليم

محاولة المساس بالكتاب ( التوراة ) ,  وبيعه و التجارة به لأغراض دنيوية , هي ذنوب عظيمة جدا عند الله

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة

.

وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ

سورة البقرة

مازال الحديث عن بني إسرائيل ( اليهود )

يشنع الله على اليهود إيمانهم ببعض الكتاب ( التوراة ) , وكفرهم و نسيانهم لبعضها الآخر

لفظ الكتاب هنا ( يعني التوراة )

.

وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ (87) وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ ۚ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ

سورة البقرة

آتى الله نبيه موسى الكتاب ( التوراة )

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة

.

وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

سورة البقرة

مازال الحديث مستمرا في سورة البقرة عن اليهود و سيرتهم و تعاملهم مع دينهم

اليهود و النصارى يقرؤون التوراة , بينما اليهود لا يقرؤون الإنجيل و لا يعترفون به

لفظ الكتاب هنا جاء بصيغة المفرد , فهذا يشير إلى أن المقصود به كتاب واحد و ليس كتابين كما صرح المفسرون , بان الكتاب هنا تعني التوراة و الإنجيل

لو كان المقصود التوراة و الإنجيل , لجاءت الآية , وهم يقرؤون كتبهم

لفظ الكتاب هنا يعني التوراة

.

وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121) يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ

سورة البقرة

آتى الله اليهود الكتاب ( التوراة ) , و بعضهم يقرأ التوراة حق القراءة , و يتدبر آياتها ومعانيها

بعضهم لا يعطي الكتاب ( التوراة ) حقها و جلالها , فهؤلاء هم الخاسرون

ورد لفظ الكتاب هنا بمعنى ( التوراة ) , و قد وردت في سياق المديح و التقديس

نتائج

ورد لفظ الكتاب كثيرا في القرآن بمعنى التوراة , وقد اكتفينا ببعض هذه النماذج , لظننا انها كافية

في كل المواضع التي جاء لفظ الكتاب بمعنى التوراة , جاء لفظ الكتاب مع الكثير من الاحترام و التقديس و التبجيل والاعتراف بمرجعية التوراة , و التشنيع على من يخالفها ولا يعترف بها