البعد الإنساني في القرآن 6

البعد الإنساني في القرآن 6

الحرية والتنوع الديني

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿34﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿35﴾ الحج

تأملات في الآيات

وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ

يخبرنا الله أنه قد جعل لكل أمة من الأمم مكانا للعبادة, وعبادة تختلف عن عبادة الأمم الأخرى

على جميع الأمم أن يذكروا اسم الله على النعم التي أنعمها عليهم

الله هو رب الجميع ولو اختلفت طرق العبادة

على الجميع أن يسلم أمره لله ويخلص له ولا يشرط به غيره

اختلاف طرق العبادة لا يعني أن إحدى الأمم على خطا, فمشيئة الله اقتضت لهذه الأرض أن تعيش التنوع والحرية الدينية

فله أسلموا: تعني أن يسلموا أمرهم لله تعالى لا يشركوا به أحدا, ولا تعني دين الإسلام

.

الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ

أي أمة من الأمم ذكرت الله وخشعت لله وصبرت على ما أصابها, وأقامت الصلاة على كافة أحوالها وأنفقت في سبيل الله, هي من الأمم الناجية أيا كانت طريقة عبادتها

.

نتائج

الاختلاف الديني هي مشيئة الله تعالى لهذه الأرض

اختلاف طرق العبادة ليس له أي تأثير على العلاقة مع الله, طالما أن الناس يبتغون التقرب من الله

لا مكان في القرآن للعنف المرتبط بالدين, فالتنوع في طرق التواصل مع الله هو الأصل, وتوحيد العبادات وشكلها ورسمها هو شيء لم يسع إليه القرآن

على جميع الأمم بشتى أديانهم وعباداتهم وأفكارهم السعي لمرضاة الله, بطرقهم المختلفة للصلاة والعبادات والإنفاق في سبيل وعمل الخير