القتال في القرآن 6

لماذا يقاتل المؤمن ؟

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا (57) وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (58) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59) لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62)

سورة الأحزاب

يحتوي القرآن على منهج رشيد لتوجيه الحياة البشرية نحو الأفضل , ونحن هنا نحاول كشف هذا الجانب الإنساني العظيم في القرآن لنستفيد منه في توجيه حياتنا

.

إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا

هناك حملة شديدة على المجتمع المسلم تستهدف كل ماهو مقدس , و تتعمد الأذى النفسي و الجسدي لكل ما هو مؤمن.

يعد الله هؤلاء الذين يتعمدون أذى الله و رسوله بالعذاب الشديد

.

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا

يتعرض المؤمنون و المؤمنات إلى أذى شديد , ونفسي و جسدي ظلما و عدوانا من قبل غيرهم

يخبر الله هؤلاء المعتدين , أن هذا الأذى الواقع على المؤمنين لن يمر بدون عقاب إلهي

.

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا

نتيجة هذا الأذى الممنهج الواقع على المؤمنين و مجتمعهم و دينهم و ثقافتهم , وحفظا للمؤمنات و تخفيفا للأذى الواقع عليهم , أمر الله المؤمنات بلبس الحجاب , لعل ذلك يخفف من حدة الأذى الواقع عليهن

اضظرت المؤمنات للبس الحجاب في هذا الجو الحار , و التعرض للأذى النفسي و الجسدي , محاولة منهن للدفاع عن أنفسهن

.

لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا

سيبين الله لنا هنا مصدر الأذى الواقع على المجتمع المؤمن , وهم جماعة المنافقين و المرجفين

يهدد الله هؤلاء المنافقين , أنهم إن لم ينتهوا عن الأذى و إن لم يتوقفوا عن ذلك , فسيضطر المؤمنون لقتالهم

إن لم يتوقف هؤلاء عن الأذى فسيقاتلهم النبي و المؤمنون و يطردونهم من المدينة

الآيات توضح بشكل واضح لا لبس فيه , أن المؤمنين كانوا ضحايا للعنف الديني من قبل غيرهم , و أن القتال أو التهديد بالقتال ماهو إلا محاولة منهم لوقف الاعتداء على الجماعة المؤمنة

مَّلْعُونِينَ ۖ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا

هؤلاء المنافقون أناس سيئون , و يجب إيقافهم عن غيهم و ظلمهم , إن لم يكن بالحسنى فبالقوة

نتائج

يريد المؤمنون العيش بسلام مع الآخرين , و إن رفض الآخرون ترك المؤمنين يعيشون بسلام , فعلى المؤمنين التلويح باستخدام القتال أو مقاتلة هؤلاء المعتدين فعليا

القتال ليس هدفا للمؤمنين و لا يريدونه , لكنهم إن تعرضوا للخطر فعليهم حمل السلاح دفاعا عن أنفسه

الحرية الدينية هي هدف أصيل في القرآن للجميع , و على الجميع تقبل ذلك و احترامه , ومن كان غير قادر على تفهم موضوع الحرية الدينية بالحسنى , فيجب إقناعه بوسائل أخرى منها القتال أو التلويح بالقتال.