هل الجنة مكان مخصص للمسلمين فقط 2

كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿110﴾ آل عمران

يخبرنا الله عن حال أهل الكتاب, ويقصد بهم اليهود والنصارى

ينقسم اليهود والنصارى إلى قسمين: أناس مؤمنون وأناس فاسقون

 وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ: لفظ الإيمان هنا يشير إلى معنى الالتزام الديني وتطبيق الشرائع الخاصة بهم والمذكورة في التوراة والإنجيل

لفظ:( وَلَوْ آمَنَ) لا يمكن أن يحمل معنى الاعتقاد الديني والدخول في الإسلام, لأن الله ذكر لنا أن من أهل الكتاب أناس مؤمنون صالحون ومنهم أناس فاسقون, أي عاصون مخالفون لأوامر الله

معنى الآية
كنتم أيها المؤمنون خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر, ولو اتقى أهل الكتاب والتزموا الأوامر الدينية, وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر, لكان خيرا لهم, لكن الأتقياء الصالحون ضمن أهل الكتاب قلائل, والكثير منهم عصاة مخالفون

عندما يدخل في الإسلام عبدة الأصنام أو اليهود أو المسيحيون أو غيرهم يصبح اسمهم مسلمون مؤمنون, ويخاطبهم الله بلفظ يا أيها الذين آمنوا

أثبتت الآية بلا شك وجود مؤمنين ضمن أهل الكتاب, وسماهم الله تعالى مؤمنين

عندما يخاطب الله أهل الكتاب فهو يخاطب ويصف أناسا غير مسلمين

قوله تعالى: ولو آمن أهل الكتاب, وأن منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون, فالكلام قطعا عن أهل الكتاب وليس عن المسلمين

وجود مؤمنين ضمن أهل الكتاب يثبت دخولهم الجنة عندما يعملون الصالحات وينهون عن المنكرات

الآية تشير بدون شك لكون الجنة مكانا غير مخصصا للمسلمين فقط, وأن أهل الكتاب يدخلون كذلك الجنة

يعتقد الكثير من المؤمنين من شتى الأديان أن الجنة هي مكان مخصص فقط لأتباع الدين الذي يتبعونه, لكن في الإسلام تختلف النظرة إلى الجنة ومن هم الأولى بدخولها, هنا نسلط الضوء على أحد النصوص الكثيرة في القرآن والتي تشرح هذه الفكرة

هل الجنة هي مكان مخصص للمسلمين فقط

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ﴿113﴾ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴿114﴾ وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
سورة آل عمران

تأملات في الآيات

من ملاحظة الآيات نجد ما يلي

لَيْسُوا سَوَاءً ۗ
يقول الله هنا : أن هناك فرق كبير بين طائفتين من أهل الكتاب , وهم ليسوا سواء.

مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ
بعض أهل الكتاب , و يجب التنبه على أن الكلام هنا هو عن أهل الكتاب , وليس عن المؤمنين برسالة الإسلام , فبعضهم قائمون مصلون ساجدون لله

يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ
و تصف هذه الآية بعض أعمالهم , فهم يؤمنون بالله و اليوم الآخر , ولم تذكر الآية إيمانهم بالنبي محمد , و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات , وهؤلاء قطعا من الصالحين

وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ
و يذكر الله هؤلاء , أن كل خير يفعلوه فسيجزيهم به الله خير الجزاء

سورة آل عمران هي سورة مدنية , وهي تحكي العلاقة مع أهل الكتاب في المدينة المنورة زمن النبي

أظهرت الآيات عدة أشياء , ومنها

دخول الجنة هو عمل مرتبط بعمل الخير , و لا يوجد أي ارتباط , بين دخول الجنة أو اتباع دين معين

الإسلام يحترم الأديان الأخرى وكتبها و عقائدها , ولا يتدخل بتفاصيلها

الكلام عن نسخ الاسلام للأديان السابقة , و وجوب دخول الجميع في دين الإسلام هو كلام عار عن الصحة و تناقضه هذه الآيات