الإيمان 5

الإيمان 5

.

يوجهنا الله في كتابه العزيز إلى الإيمان الصحيح , وماهو الإيمان المطلوب من الإنسان كي يكون من الناجين يوم القيامة

في هذه المقالات نسلط الضوء على موضوع الإيمان بالله تعالى , ونعقد مقارنة بين ما هو موجود في القرآن وماهو موجود في الأحاديث المنسوبة للنبي , لنتأكد من صحتها أو ننفي نسبتها للنبي محمد صلى الله عليه و سلم

نورد هنا بعض الآيات و نعلق عليها بتعليقات بسيطة لتوضيح الفكرة و تبسيطها و تركيز الضوء على ما يريد الله تعالى منا

.

لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ ۖ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿٦٠﴾ النحل

.

هنا تشنيع واضح على من لا يؤمن بالآخرة , و أن لهم مثل السوء

لم يذكر الله شيئا عن الإيمان سوى إنكارهم لليوم الآخر

لم يذكر الله إنكار هؤلاء للكتب السماوية و الرسالات و الأنبياء و غير ذلك

.

وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿١٠﴾ الإسراء

.

هناك عذاب أليم لمن لا يؤمن بالآخرة

لم يذكر الله إنكار هؤلاء للكتب السماوية و الرسالات و الأنبياء و غير ذلك , بل نبه إلى أن سبب دخولهم العذاب الأليم هو إنكارهم للآخرة

.

وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴿٧٤﴾ المؤمنون

.

من لا يؤمن بالآخرة هم أناس ضالون عن الصراط المستقيم

.

طس ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ ﴿1﴾ هُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ﴿٣﴾ إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ ﴿٤﴾ النمل

.

القرآن هو كتاب عظيم , وهو هدى و بشرى للمؤمنين

صفات المؤمنين هؤلاء : وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ

الأعمال الصالحة التي يقوم بها هؤلاء المؤمنون : يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ

من ينكر الآخرة : زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ

لم يرد في هذه الايات اي إشارة لشيء آخر سوى الإيمان بالآخرة

من الواضح أن هؤلاء أشخاص مؤمنون بالله , لكن لديهم مشكلة مع الآخرة و لا يؤمنون بها

لم تعلق الايات على موضوع الإيمان بالقضاء و القدر و الإيمان بالنبوة و الرسالات و غير ذلك

.

وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿6﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَىٰ رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴿7﴾ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَمْ بِهِ جِنَّةٌ ۗ بَلِ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلَالِ الْبَعِيدِ ﴿٨﴾ سبأ

.

نبه الله أن هؤلاء الأشرار لا يؤمنون بالآخرة

لم يذكر الله أنهم لم يؤمنوا بالرسالات و لا الأنبياء و لا الكتب و غير ذلك , بل ذكر فقط الآخرة

ذكر الله بعض ذنوب هؤلاء فقال: أنهم يتهمون النبي في عقله أو دينه

لن يعذب الله هؤلاء لأنهم اتهموا النبي في عقله و دينه , بل لأنهم أنكروا الآخرة فقط

.

فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴿19﴾ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿20﴾ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالْآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ ۗ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴿٢١﴾ سبأ

.

يختبر الله الناس بشيء واحد  , وهو إيمانهم باليوم الآخر

لا يسأل الله الناس عن إيمانهم بالأنبياء أو الرسالات أو الكتب السماوية

.

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ ۗ وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ ﴿6﴾ الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿٧﴾ فصلت

.

يهدد الله المشركين بالويل و العذاب الأليم

سبب هذا العذاب الذي يلحق المشركين هو كفرهم بالآخرة

ومن الذنوب التي يفعلونها: عدم دفعهم للزكاة

لم يذكر الله عن هؤلاء المشركين كفرهم بالأنبياء و الرسالات و الكتب السماوية

.

إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى ﴿٢٧﴾ النجم

.

إحدى العظائم التي يفعلها هؤلاء الناس , أنهم يسمون الملائكة تسمية الإناث

هؤلاء الناس لا يؤمنون بالآخرة

لم يذكر الله عنهم شيئا سوى كفرهم بالآخرة

من الواضح كون هؤلاء مؤمنين بوجود الله , فهم يعلمون بوجود ملائكة , لكنهم يجعلون الملائكة إناثا و أحيانا يجعلونها بنات لله

.

نتائج

من الآيات السابقة وجدنا أن الله عز وجل نبه إلى أمر واحد فقط في موضوع الإيمان, وهو الإيمان اليوم الآخر

من مجمل الايات يلاحظ الإنسان كون هؤلاء في الغالب مؤمنون بالله لكنهم منكرون لليوم الآخر

لم يذكر الله في كل هذه الآيات إنكار هؤلاء و كفرهم بالأنبياء و الرسل و الكتب السماوية و غير ذلك , بل ذكر فقط الآخرة

يذكر الله دوما إنكارهم للآخرة , لكنه في كل مرة ينبهنا إلى الأعمال السيئة التي ارتكبها هؤلاء حتى نتجنب المصير الذي وصلوا إليه

ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث طويل نقتطف منه هذا الجزء , قال أخبرني عن الإيمان “ قال :  أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره

هذا الحديث اشترط شروطا غير واردة في هذه الآيات , و نستطيع القول أن هذا الحديث يخالف القرآن و يأتي بشروط لم يأت بها القرآن , فبالتالي فهو حديث غير صحيح