هل تساعدنا الأحاديث المنسوبة للنبي محمد على فهم القرآن 2
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ (101) التوبة
جاء في تفسير الطبري
ثم اختلف أهل التأويل في التي في الدنيا (سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ) ما هي
فقال بعضهم: هي فضيحتهم، فضحهم الله بكشف أمورهم، وتبيين سرائرهم للناس على لسان رسول الله
عن ابن عباس: قام رسول الله خطيبًا يوم الجمعة, فقال: اخرج يا فلان، فإنك منافق.
اخرج، يا فلان، فإنك منافق. فأخرج من المسجد ناسًا منهم، فضحهم
عن أبي مالك: قال: كان رسول الله يخطب فيذكر المنافقين، فيعذبهم بلسانه
وقال آخرون: ما يصيبهم من السبي والقتل والجوع والخوف في الدنيا
عن مجاهد وأبي مالك
وقال آخرون: معنى ذلك: سنعذبهم عذابًا في الدنيا، وعذابًا في الآخرة
عن قتادة والحسن وابن جريج
وقال آخرون: كان عذابهم إحدى المرتين، مصائبَهم في أموالهم وأولادهم, والمرة الأخرى في جهنم
عن ابن زيد
وقال آخرون: بل إحدى المرتين، الحدود, والأخرى: عذابُ القبر.
ذكر ذلك عن ابن عباس من وجه غير مرتضًى
وقال آخرون: بل إحدى المرتين، أخذ الزكاة من أموالهم, والأخرى عذابُ القبر.
عن الحسن.
وقال آخرون: بل إحدى المرتين، عذابُهم بما يدخل عليهم من الغَيْظِ في أمر الإسلام. ثم عذابهم في القبر
عن ابن إسحاق
.
تحليل وقراءة للأقوال السابقة
اختلف المفسرون على سبعة أقوال بمن فيهم صحابة رسول الله حول المقصود من كلمة: سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ
لا يمكن بأي حال من الأحوال الثقة بهذه الأقوال جميعها لأنها مجرد تخمينات وتلفيقات تعارض القرآن جملة وتفصيلا, وسنوضح في مقالات قادمة التناقض الذي تورده هذه التفاسير
هذه الأقوال تجعل القرآن صعبا غير مفهوم ومتداخل ويضرب بعضه بعضا
.
نموذج آخر لاختلاف أقوال المفسرين
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (102) التوبة
وقد اختلف أهل التأويل في المعنيّ بهذه الآية، والسبب الذي من أجله أنـزلت فيه
فقال بعضهم: نـزلت في عشرة أنفس كانوا تخلَّفوا عن رسول الله في غزوة تبوك, منهم أبو لبابة
عن ابن عباس
وقال آخرون: بل كانوا ستة, أحدهم أبو لبابة , في غزوة تبوك
عن ابن عباس
وقال آخرون: الذين ربطوا أنفسهم بالسواري كانوا ثمانية , ومنهم أبو لبابة
عن زيد بن أسلم
وقال آخرون: هم سبعة, منهم أبو لبابة، كانوا تخلفوا عن غزوة تبوك, وليسوا بالثلاثة
عن قتادة والضحاك
وقال آخرون: بل عني بهذه الآية أبو لبابة خاصة , ما كان من أمره في بني قريظة
عن مجاهد
وقال آخرون: بل نـزلت في أبي لبابة، بسبب تخلفه عن تبوك
عن الزهري
وقال بعضهم: عني بهذه الآية الأعراب
عن ابن عباس
.
قراءة وتحليل للأقوال السابقة
أورد الطبري سبعة أقوال في عدد هؤلاء, وكل هذه الأعداد مختلفة لا تتفق مع بعضها
ابن عباس خالف نفسه ثلاث مرات وأورد في كل مرة عددا مختلفا, فهل كان ابن عباس يذكر كل مرة رقما مختلفا عن المرة السابقة
أم أن هذه الأقوال منحولة وملصقة بابن عباس
مجاهد هو تلميذ ابن عباس وقد أخذ العلم عنه, ومع ذلك أورد رقما مختلفا عنه, فهل كان يخالف شيخه؟ أم أن هذه الأقوال في جملتها كذلك منحولة وملصقة به
لا يمكننا الثقة بأي قول من هذه الأقوال, لأن من قالها وأوردها هو نفسه قد خالفها, والاعتماد عليها لفهم القرآن سيوقعنا في تناقضات جمة لانهاية لها